حتي لاتسبب الزوجة الثانية ازمة دبلوماسية بين البلدين ....
الاثنين, 05 أكتوبر 2015 15:14

السالك ولد عبد اللهالسالك ولد عبد الله.. في مساء يوم 14 يوليو 2003، جئت إلى بوابة سفارة فرنسا بنواكشوط تلبية لدعوة من السفير الفرنسي لدى موريتانيا، يومها؛ باتريك نيكولوزو، لحضور حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني لبلاده..

كانت بطاقة الدعوة التي تلقيتها من السفارة قبل ذلك بأسبوع تحمل عبارة: "يتشرف سعادة السيد باتريك نيكولوزو، سفير الجمهورية الفرنسية لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والسيدة حرمه بدعوة السيد والسيدة (.........) لحضور حفل العشاء الذي يقيمانه في مبنى السفارة يوم (........) على تمام الساعة السابعة مساء.. وفي الجانب الأيسر من أسفل البطاقة كتبت عبارة: للاعتذار الرجاء الاتصال على الرقم (........)

وبينما أنا لدى الباب الخارجي أنتظر دوري لأقدم البطاقة لبواب يبدو من زيه أنه رجل أمن فرنسي؛ إذ تقدم منه أحد الموظفين الموريتانيين السامين ينحدر من الضفة وقدم له بطاقة دعوته فأذن له بالدخول هو وزوجته التي كانت ترافقه، لكن المسؤول الرفيع قدم للرجل سيدة أخرى قائلا: "هذه مادام الثانية".. لم يتردد البواب الفرنسي فقال له: "آسف، سيدي، الدعوة لشخصين فقط وليست لثلاثة.. فاحتج الموظف السامي وألح في طلب الإذن لحرمه الثانية بالدخول دون جدوى.. وبدأ بعض الحضور من المدعوين يلتمسون من الفرنسي إدخال حرم المسؤول الحكومي الثانية، لكنه بقي مصرا على موقفه ومؤكدا اعتذاره وأن كل المقاعد والوجبات حددت بحسب عدد البطاقات، بحيث يقابل كل بطاقة شخصان فقط.. بدا الأمر محرجا نوعا ما، ووقع نظر الموظف السامي عليّ حين تقدمت للدخول، فبادرني بالسلام وقال مبتسما: "هذا الفرنسي أوقعنا في ورطة حقيقية.. الصحافة هنا وستكتب بعنوان عريض: تعدد زوجات فلان يثير أزمة دبلوماسية بين موريتانيا وفرنسا".

أجبته قائلا: "اطمئنوا، سيدي.. فلدى الصحافة من العناوين المثيرة والأكثر طلبا لدى القراء ما يغنيها عن أزمة حرمكم الثانية مع حفل عشاء السفارة"..

وأضفت: "ثم إن لدى الصحافة حل ناجع وسريع لمشكلتكم هذه".. نظر إليّ مندهشا وقال: "أي حل؟ ما ذا تقصد؟"..

أجبته: "بسيط.. لدي بطاقة تتيح دخول زوجتي معي.. وبما أنني بلا زوجة حتى الآن، وبالتالي ينطبق علينا مثل حساني يقول "امطابكّـ وخوه عريان"، فسأدخل رفقة حرمكم المصون الثانية ببطاقتي دون أن ينتبه حارس السفارة لشيء"..

ضحك ثم قال: "وأنا قبلت بهذا الابتزاز.. تأخذ مني زوجتي مقابل عدم نشر الموضوع؟".. وأردف: "لا عليك أنا أمزح معك.. هيا أدخلا على بركة الله"...

ونجحت عملية "تهريب" المادام الثانية، وتسوية الأمر بسلام ودون أزمة دبلوماسية أو ... أسرية، لله الحمد..

 

 

 

 

* من صفحة الصحفي والكاتب :السالك عبد الله المختار على الفيس بوك