اشتعال الحرب الاعلامية بين المغرب والجزائر
الاثنين, 05 أكتوبر 2015 09:38

altaltبين المغرب والجزائر حرب مشتعلة لا تنطفيء تتجلى معالمها في السباق المحموم نحو التسلح والتنافس على اقتناء أقوى العتاد، وايضا من خلال وسائل الاعلام الرسمية أو المقربة من الاجهزة الحاكمة في البلدين، وما ان طفت على السطح الازمة بين المغرب والسويد على خلفية تبني هذه الاخيرة توجها نحو الاعتراف بـ “جمهورية الصحراء”،

حتى اشتعلت من جديد حرب تبادل الاتهامات بين البلدين عبر الصحافة. وتتهم الصحافة الجزائرية نظيرتها المغربية بالترويج لوقوف الجزائر وراء موقف السويد الداعم لمشروع تقرير المصير الذي يطالب به الطرف الصحراوي، فيما تتهم المغرب الجزائر بممارسة ضغوطات على شركائها السويديين لدفعهم الى اتخاذ قرارات مناوئة لمصلحة المغرب.

 

وحسب آخر تقرير صادر عن مجموعة البحث والاعلام حول السلم والامن في بروكسل، فان من بين أهم العوامل التي تتحكم في قرارات استيراد المغرب للأسلحة، هي الصراع الإقليمي على النفوذ مع الجزائر وقضية الصحراء. ويعتبر المغرب الصحراء المتنازع حولها جزء لا يتجزء من سيادته الوطنية، وقال ملك المغرب في خطاب العام الماضي ان “الصحراء ستبقى جزء من المغرب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

 

 

ولا تخفي الجزائر دعمها المتواصل لـ “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، وأكد وزير الدولة والخارجية الجزائري، رمضان العمامرة، أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها السبعين ان بلاده “تساند  حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وتشجع الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الخاص كريستوفر روس على تكثيف جهودهما لتأمين نجاح مساعيهما في هذا الصدد”.

 

كما دعا الديبلوماسي الجزائري الأمم المتحدة إلى تحديد تاريخ نهائي لإجراء الاستفتاء طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

 

 

وتتميز الديبلوماسية لدى البوليساريو بالديناميكية وتُعرف المجموعات الموالية لها بنشاطها الكثيف، وقال الخبير الجزائري في الشؤون الاستراتيجية اسماعيل معراف لخدمة “قدس بريس″ أن “توجه الحكومة السويدية للاعتراف بالجمهورية الصحراوية هو أحد ثمار الديبلوماسية الجزائرية”.

 

واضاف معراف انه يتوجب الاقرار “بقوة المجتمع المدني في الدول الأوروبية، وأن اليسار يلعب دورا قويا فيها، ومع موجة عودة اليسار التي بدأت في عدد من الدول الأوروبية، يأتي موقف الحكومة السويدية من الصحراء الغربية”.

 

 

وقد التقى وفد يمثل جبهة البوليساريو يرأسه أحمد خداد، المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو، نهاية أيلول/ سبتمبر، بالنرويج مع المسؤولين السياسيين وممثلي الهيئات المدنية، حيث دعا الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في النرويج الى اطلاق حملة دولية للافراج عن “المعتقلين السياسيين” الصحراويين في المغرب ومن ضمنهم ما يعرف بمجموعة “اكيم ازيك”.

 

وفي المقابل، توجه انتقادات شديدة للديبلوماسية المغربية بسبب ضعف تأثيرها داخل أروقة صناع القرار، خاصة في البلدان الاسكندنافية. ولحد الساعة تشكو السفارة المغربية بستوكهولم السويدية من غياب سفير، والذي يقوم مقامه القائم بالاعمال في السفارة منذ مدة.

 

وقال العاهل المغربي في خطاب وجهه، إلى الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، “أن العديد من القوى الدولية تدرك تماما، بأن التصورات البعيدة عن الواقع التي تم إعدادها داخل المكاتب، والمقترحات المغلوطة، لا يمكن إلا أن تشكل خطرا على الأوضاع في المنطقة”.

 

 

ويركز المغرب في اقناعه للمنتظم الدولي بايجاد حل سريع لهذا الملف، على النقاط الامنية خاصة تلك المتعلقة بالارهاب والجريمة الدولية، اذ حذر المغرب في بعض المناسبات السابقة من انضمام الصحراويين النازحين بمخيمات تندوف الجزائرية المحادية للحدود المغربية، الى التنظيمات الارهابية التي تنشط في منطقة الصحراء الكبرى، كما اتهم المغرب جبهة البوليساريو بدعم الارهاب.

 

 

رأي اليوم