ولد بوعماتو : من جمع الأضداد وصناعة الأخطبوط الي "الخلية الإعلامية"
الأربعاء, 30 سبتمبر 2015 12:34

altaltتثير العلاقات الواسعة التي تربط رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو مع العديد من الشخصيات الدولية والموريتانية جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الموريتانية التي تتساءل عن القدرة الفريدة للرجل في الجمع في 

علاقته ما بين شخصيات دولية مثيرة ، وشخصيات وطنية يستحيل جمعها في قاعة واحدة.

 

جمع الأضداد..؟!

 

حسب العارفين بخبايا الأمور فإن الجمع ما بين مرشح الرئاسيات الاخيرة المثير للجدل و أحمد ولد داداه، وبين صالح ولد حننا وذلك المرشح، يعتبر من الأعمال المستحيلة بمنطق السياسة، ومع ذلك فإن الأيادي البيضاء لرجل الأعمال على الثلاثي، جعلت منه صاحب القرار الأول في مختلف تحركاتهم السياسية، رغم الخلافات العميقة التي تباعد الهوة بينهم، والتي طفت على السطح في أكثر من مناسبة حيث وصلت إلى مرحلة تبادل الاتهامات بالعمالة للنظام، وفي أحسن الأحوال التماهي معه في الموقف من قضايا العبودية كما أكد بيرام عن الرجلين في أكثر مرة. كما تثير العلاقة بين بوعماتو والسياسي الفرنسي الفضائحي الرئيس السابق للصندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان ـ الذي استقال من منصبه على خلفية فضيحة جنسية كانت بطلتها عاملة النظافة بفندق سوفتيل، بنيويورك"نافيساتو ديالو"، والتي اتهمته بمحاولة اغتصابها، وقد خرج "سترواس كان" من الفضيحة بشق الأنفس بعد تسوية مالية مع الضحية، وصلت قيمتها إلى المليون ونصف المليون دولار ـ الكثير من الريبة، تماما كعلاقة رجل الأعمال الموريتاني بصحفيين فرنسيين يشتبه في ارتباط أسمائهم بقضايا ابتزاز من العيار الثقيل( قضية العاهل المغربي) كما يقف بعضهم أمام المحاكم في قضايا تشهير ضد سياسيين من دول الجنوب، كما تعضد هذه العلاقة بخلية إعلامية محلية شهيرة سبق وأن تداولت الأوساط الإعلامية الموريتانية أسماء العديد من الصحفيين المنتسبين إليها.

لقد مكن هذا الكوكتيل السياسي/ الاعلامي الذين يفرقه أكثر مما يجمعه، رجل الأعمال المتنفذ من أن يصنع ماكينة قوية استخدمها بمهارة في نسج علاقات دولية متشعبة، يستعملها عند الحاجة في خصومته مع النظام في موريتانيا، وكذلك لتحقيق طموحاته المالية في القارة السمراء حيث يعشعش الفساد.

 

صناعة الأخطبوط..!!

 

أما عن كيفية صنع الأخطبوط، فقد عللت مصادر شديدة الاطلاع ذلك بالقدرة العجيبة للرجل في شراء الذمم، حيث تمكن بوعماتو من خلال إنفاقه الباذخ على "سترواس كان" الذي منحه شقة في مراكش، يرجح أنه يستخدمها للياليه الحمراء، حيث ارتبط اسمه بأكثر من حالة، بقضايا أخلاقية كان آخرها ملف تسهيل الدعارة التي خرج منه ببراءة، حصدها بنفي علمه "أن النساء اللواتي كن يرسلن إليه من بليجكا بائعات هوى"، ومقابل هذه الخدمات المالية يستغل "بوعماتو" العلاقات النافذة والخبرة الاقتصادية لـ "ستروس كان" الذي يبيع هذه الخبرات والنصائح لمن يدفع، ضمانا لحياة الرفاهية التي يعيشها، مما حدا بالعديد من أصدقائه النافذين إلى اللجوء إليه؛ من الصين إلى المغرب مروراً بأفريقيا السوداء.

 

كما يشكل الأصل اليهودي المغربي لـ"ستراوس كان"، عامل قوة ونفوذ للرجل الذي قال إنه كان "يفكر في إسرائيل كلما استيقظ، صباحاً" في تقليد سمج لـ "نيكولا ساركوزي"، الذي اعترف أمام شاشة التلفاز في سنوات مجده بأنه "يفكر في الترشح لرئاسيات فرنسا كلما حلق ذقنه في الصباح".

 

وقد مكنت السيطرة التي بسطها "بوعماتو" على " ستروس كان" ضمان استخدام علاقاته الواسعة بالطبقة المخملية الأوربية والدولية في سبيل إحراج خصومه، كما مكنه كرمه المدفوع الثمن مع الأقلام التي تؤجر، مكنه من نسج علاقة قوية مع قادة الرأي الأوربي، حيث يسهل ابتزاز رؤساء القارة الإفريقية، التي رسخت في أذهان الأوربيين صورة نمطية عن قادتها، ترتبط بالديكتاتورية والفساد المالي.

 

وعلى المستوى المحلى، تمكن "بوعماتو" من استغلال الضائقة المالية التي تعاني منها الأحزاب السياسية الموريتانية، التي قاطعت الانتخابات المحلية والنيابية الأخيرة، مما حرمها من الدعم المقدم لها من طرف الدولة، حيث أصبح " الرجل المتنفذ" الموجه الفعلي لمواقف هذه الأحزاب، و يعتبر حزب "التكتل" المستفيد الأول من هذا الدعم، ويأتي بدرجة أقل صالح ولد حننا الذي تصله الأموال عن طريق أحد قادة الخلية الإعلامية، والتي تشكل هذه الأموال منحة خاصة برئيس الحزب، الذي يعاني بطالة حادة منذ أن فقد مقعده في الجمعية الوطنية، مما يفسر قدرة الحزبين وغيرهما من الأحزاب المنضوية داخل المنتدى على ممارسة أنشطتهما الحزبية رغم غياب تمويل واضح المصدر ومكشوف.

 

دعم للمشاركة وآخر للمقاطعة..!!  

كما قدم ولد بوعماتو دعما سخيا للمرشح للرئاسيات بيرام ولد اعبيدي، خلال حملته الانتخابية مستغلا رفض العديد من رجال الأعمال الموريتانيين دعمه ماليا، حسب ما صرح بذلك "بيرام" أثناء الحملة الانتخابية ـ وتتحدث بعض المصادر عن استمرار هذا الدعم ـ الأمر الذي يثير علامات استفهام كبيرة عن تناقضه مع الدعم المقدم للمقاطعين للانتخابات. أما على مستوى الإعلام المحلي فقد أثارت الأموال المقدمة للذراع الإعلامي للرجل الأعمال، صراعات حادة بين أقطابه، بعد أن اكتشف بعضهم أن مخصصاتهم يتم اقتطاع جزء معتبر منها، من طرف قادة الخلية، مما يفسر تراجع سطوة الرجل داخل الأوساط الإعلامية المحلية، باستثناء المؤسسات التي يديرها قادة الخلية. 

 

 

الحرية نت