المغرب وفرنسا يطلقان «نداء طنجة» لإنجاح القمة العالمية حول المناخ في باريس
الثلاثاء, 22 سبتمبر 2015 13:24

 الرئيس الفرنسي مع العاهل المغربي في المغربالرئيس الفرنسي مع العاهل المغربي في المغربأطلق المغرب وفرنسا، مساء الاحد، «نداء طنجة لفائدة المناخ» مساهمة بإنجاح القمة العالمية حول المناخ في باريس 2014 والمغرب 2016 وذلك في ختام زيارة رسمية قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند للمغرب والتي قال انها كانت «ناجحة على جميع الأصعدة».

 

ويعكس «نداء طنجة من أجل مبادرة تضامنية قوية لفائدة المناخ» جهود الغرب وفرنسا وعزمهما على إيجاد صيغ ملائمة وناجعة لإشكالية التغير المناخي وتضمنت خطوطه العريضة حث المجتمع الدولي على ضرورة التحدي للتغيرات المناخية.

 

ويأتي «نداء طنجة» إضافة إلى نداء «مانيلا» و»فور دوفرونس» في إطار المجهودات الاستعجالية للتحسيس بخطورة التغيرات المناخية وضرورة تكثيف المجهودات والعمل التضامني لمحاربة هذه التغيرات التي تهدد التوازن البيئي والمناخي بالعالم.

 

واعتبر نداء طنجة ان قمة باريس 2015 وقمة مراكش 2016 محطتان مهمتان للتأسيس لمرحلة جديدة في مسألة محاربة إنبعاث الغازات السامة وإعداد مخططات عالمية ووطنية من أجل التأقلم على المدى البعيد وكذا الحد من الانبعاثات الكاربونية.

 

وأولى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، قبيل وصوله للمغرب، اهتماما بالتعاون المغربي الفرنسي في ميدان المناخ والتنسيق لإنجاح القمتين وتنمية التعاون الاقتصادي والتنسيق الامني، وقال خلال مؤتمر صحافي، عقده اول أمس الأحد بطنجة، ان زيارته التي استمرت يومين كانت ناجحة على جميع الأصعدة، سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لفرنسا، خصوصا أنها تأتي بعد فترة صعبة.

 

وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في أن يقطع البلدان خطوات جديدة في مسار الشراكة الثنائية وتعزيز صداقتهما. وانه كان يأمل في أن يكون بوسع العديد من رؤساء المقاولات التواجد ضمن الوفد المرافق له، بما في ذلك المقاولات الكبرى والمتوسطة والصغرى، حيث أن المقاولات الفرنسية أكدت نيتها الاستثمار في المغرب في مجالات جديدة، لاسيما صناعة الطائرات والسيارات والبنى التحتية والبيئة، والمدن المستدامة والتكنولوجيا والفلاحة والصناعات الغذائية.

 

وأضاف أنه، فضلا عن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المقاولات المغربية والفرنسية، تم فتح آفاق عديدة. وبخصوص مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن فرنسا والمغرب التزمتا من أجل هذه القضية، مشيدا بالمشاريع المغربية الكبرى في مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر.

 

وأبرز الرئيس الفرنسي أن الشيء البليغ والمعتبر الذي يجب استخلاصه من هذه الزيارة هو الثقة المتبادلة بين البلدين، التي «تتجسد في أن المقاولات الفرنسية تستقر في المغرب وتعمل على تطوير التعاون أكثر وأكثر مع نظيراتها المغربية، كما تتجسد هذه الثقة أيضا في كون الجالية الفرنسية الكبيرة العدد والتي تقارب 80 ألف شخص تستطيع العيش في سلام وأمن هنا في المغرب» كما تترجم هذه الثقة في إمكانية وقدرة المغاربة المقيمين في فرنسا على العيش بأمان وفي انسجام مع المبادئ والقوانين التي تتبناها فرنسا.

 

وأضاف أن هذه الزيارة شكلت فرصة لاستعراض مواضيع سياسية، تتعلق أساسا بالوضع في أفريقيا، بغية وضع العلاقات الفرنسية المغربية في خدمة القارة الأفريقية وأعرب الرئيس الفرنسي عن «دعم بلاده للحوار في بوركينا فاسو الذي يرعاه العديد من رؤساء الدول الأفريقية مع أولئك الذين، بطريقة غير قانونية، قاموا بأفعال تقوم على العنف، للعودة إلى المسلسل الانتقالي وكذلك للوساطة الأفريقية الجارية».

 

وأشار إلى أن قضايا الأمن والإرهاب أيضا كانت في جدول أعمال الزيارة، مبرزا إرادة البلدين لتكثيف التعاون بينهما في هذا المجال أكثر فأكثر، وهو ما فتح الاسئلة حول قرار توشيح فرنسا لمدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي الذي يحمل «وسام جوقة الشرف من درجة فارس» سنة 2011 بوسام جوقة الشرف، بعد بوسام جوقة الشرف من درجة ضابط، وذلك بعد ان كان سببا في أزمة بين باريس والرباط دامت عاما كاملا وأدت إلى تجميد التعاون القضائي بينهما.

 

 

واستدعت النيابة العامة الفرنسية في باريس في شباط/ فبراير 2014 الحموشي اثناء مشاركته بمؤتمر للتنسيق الامني، للاستماع اليه في شكاوى مواطنين فرنسيين من اصل مغربي يقولون انهم تعرضوا للتعذيب في مقر المخابرات المغربية.

 

واعتبرت الرباط هذه الحادثة سلوكا غير لائق وقررت تجميد التعاون القضائي والتنسيق الامني مع باريس، الا ان الهجوم المسلح على مقر مجلة شارلي إيبدو أدى الى مسارعة باريس لرد الاعتبار للحموشي وتحسين العلاقات وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في شباط/فبراير الماضي أن باريس ستمنح قريبا الحموشي وسام الشرف لدوره في مكافحة الإرهاب.

 

وكان متوقعا أن يوشح الرئيس الفرنسي المسؤول الأمني المغربي بهذا الوسام خلال زيارته للمغرب، لكنه عدل عن ذلك تحت ضغط عدة منظمات حقوقية أعربت عن قلقها من أن يوشح شخصا مشتبه في «التورط في أعمال تعذيب».

 

وقالت صحيفة «jdd» الفرنسية على موقعها الإلكتروني، أن من بين المواضيع التي أثيرت في المحادثات التي جرت بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، قضية الشكوى بتهمة «التواطؤ في التعذيب» المرفوعة في فرنسا ضد عبد اللطيف حموشي، مدير الأمن ومدير المخابرات الداخلية المغربية.

 

 

وقالت الصحيفة إن الرجلين، عادا يوم أول السبت، أثناء لقائهما إلى القضايا المعروضة على المحاكم، في إشارة إلى قضية حموشي، ونقلت عن مقربين من الرئيس الفرنسي حضروا اللقاء، ان «الرئيس (أولاند) اشار إلى أن العدالة في فرنسا مستقلة، وأكد أنها عملت دائما في مصالح المتقاضين. وأن الملك بنفسه كان قادرا على لمس فوائد ذلك عندما وقع ضحية ابتزاز من قبل اثنين من الصحافيين الفرنسيين».

 

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن فرنسا تعتزم توشيح السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، ورئيس الاستخبارات المغربية، بوسام جوقة الشرف من درجة ضابط وسيأتي في وقته المناسب.

 

وأضاف أولاند أن عبد اللطيف الحموشي سيتم توشيحه في الوقت والظرف المناسبين، مشيرا الى أن الظروف المتزامنة مع الوقت الحالي لا تسمح بذلك.

 

 

و أوضح الرئيس الفرنسي أن مخابرات بلده قد عملت بتعاون مع نظيرتها في المغرب، على الحيلولة دون وقوع المئات من الافعال الاجرامية التي كانت تهدد سلامة مواطني البلدين، وهو ما لعب خلاله عبد اللطيف الحموشي دور البطل واستطاع أن يعطي الشيء الكثير لهذا التعاون.

 

 

محمود معروف .. القدس العربي