قضية الصحراء دفعت المغرب إلى التعامل"ماليا" مع "لوبيات" أمريكية
الأربعاء, 12 أغسطس 2015 14:30

altaltدفعت قضية الصحراء المغرب إلى الإنفاق على مجموعات الضغط "لوبيات" بالولايات المتحدة الأمريكية، في حدود 3.1 مليون دولار، لتكون المملكة بذلك خامسة البلدان من حيث حجم التعاقد المالي مع اللوبيات الأمريكية، وتأتي قبلها ألمانيا في الرتبة الأولى، وكندا، والسعودية، والمكسيك، ثم كوريا الجنوبية سادسة.

 

 

موقع "المونيتور" الأمريكي، الذي كشف عن هذه المعطيات المالية، تطرق إلى مركزية قضية الصحراء في الإنفاق المغربي، حيث تبذل الرباط جهودا كبيرة من أجل إقناع العديد من المنظمات الفاعلة والنشيطة، وأيضا صُناع القرار في واشنطن، بصواب الطرح المغربي بشأن الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا.

 

 

ويعلق الدكتور سمير بنيس، المحلل السياسي والخبير في قضايا الصحراء، في تصريحات لهسبريس على علاقة المغرب بهذه اللوبيات الأمريكية، بالقول إنه "بما أن للمغرب قضية وطنية ذات أبعاد دولية تلعب فيها الولايات المتحدة الأمريكية دوراً كبيراً، فمن الطبيعي أن يلجأ إلى مجموعات الضغط لكسب تعاطف الإدارة الأمريكية".

 

 

وأشار بنيس إلى أن المغرب ليس وحده من يلجأ إلى هذه المجموعات في بلاد العم سام، بل إن بلدانا أخرى تحتاج خدمات مجموعات الضغط من أجل أهداف مختلفة، مستدلا بأمثلة ألمانيا، وكندا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، التي تعتبر من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية، وتلجأ لهذه المجموعات.

 

 

واستطرد رئيس تحرير موقع Morocco World News، بأنه بالنظر للأهمية القصوى التي تحتلها قضية الصحراء المغربية في السياسة الخارجية للبلاد، فمن الطبيعي أن يستعمل المغرب كل الأوراق المتاحة له لكسب الرهان، وتقوية موقفه الدولي، ومحاربة الآلة الدعائية للجزائر وحلفائها.

 

 

وسجل بنيس أنه "كلما قام المغرب بجوهد لتحقيق تقدم في المسار السياسي، وإقناع المنتظم الدولي بضرورة التحلي بالواقعية، من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين في نزاع الصحراء، إلا قامت الجزائر وحلفاؤها بمجهودات أكبر لإحباط الجهود المغربية.

 

 

واسترسل المحلل بأن "المغرب لا يحارب فقط البوليساريو على المستوى الدبلوماسي، بل يحارب الجزائر وحلفاءها، وعلى رأسهم جنوب إفريقيا، ونيجيريا، وفنزويلا، فكل هذه الدول تنفق بشكل علني، وغير علني، من أجل إضعاف موقف المغرب، وإظهار البوليساريو على أنه ضحية تعسف المغرب، وانحياز بعض الدول المؤثرة لصالح موقفه".

 

 

"ولعل خير دليل على العمل الذي تقوم به الجزائر بشكل غير علني، من أجل تشويه سمعة المغرب هو استعمالها في السنوات الخمسة الأخيرة لبعض الأسماء المعروفة في عدد من المجالات، وعلى رأسها مثلا الممثل الإسباني خافيير وبارديم، والناشطة الأمريكية كيري كينيدي" يورد بنيس.

 

 

وأكمل الخبير ذاته بأنه "من السذاجة تصور أن كل ما تقوم به مؤسسة روبرت كينيدي للدفاع عن أطروحة الجزائر والبوليساريو بشكل شرس، هو من أجل سواد عيون الصحراويين القابعين في مخيمات تندوف، أو لإيمانها بعدالة القضية التي تدافع عنها، فتاريخها غير المجيد، وضلوعها في فضيحة في الإكوادور، يبرز جليا أن همها الوحيد هو ربح المال".

 

 

وأردف بنيس "خير دليل على ذلك أنه تم توظيفها من طرف مكتب للمحاماة في نيويورك عام 2009، لشن حرب إعلامية ضد شركة شيفرون الأمريكية، التي كانت قد اشترت آبارا للنفط في الإكوادور، وقد قامت كينيدي حينئذ بكتابة تقارير مزورة، من أجل ابتزاز الشركة الأمريكية، كما استعملت نفس اللغة التي تستخدمها الآن ضد المغرب، حيث اتهمت شركة "شيفرون" بانتهاك حقوق الإنسان للسكان الأصليين في الإكوادور.

 

 

وبالتالي، يردف بنيس، أمام هذه الحرب القدرة التي تقودها الجزائر وحلفاؤها ضد المغرب، ما على هذا الأخير إلا التسلح بكل الأدوات التي قد تمكنه من إحباط مخططات الخصوم، لإنهاكه وإضعافه واستعمال جميع الأوراق التي من شأنها أن تساعده على كسب تعاطف الدول المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

المصدر: جريدة "هسبرس" (المغرب)