الانتخابات السودانية تطلق سيلاً من النكات حول نزاهتها وإسلامية الحزب الحاكم
الجمعة, 17 أبريل 2015 09:33

altalt  (كفّارة التزوير إطعام 60 مراقبا دوليا والموتى المنتخبون «قتلوا في سبيل الله»)  رغم حالة الاحتقان السياسي المصاحبة لعملية الاقتراع، التي دخلت أمس الخميس يومها الرابع والأخير في السودان، بسبب مقاطعة فصائل المعارضة الرئيسية لها، إلا أنها كانت مدخلا للمزاح وإطلاق النكات خصوصا وسط مناهضي الحزب الحاكم.

وخلال أيام الانتخابات انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو واسع صور وطرائف هدفها التشكيك في نزاهة العملية، أبرزها على الإطلاق ما دونه أحد النشطاء: «سئل قيادي بالحزب الحاكم عن كفارة تزوير الانتخابات فأجاب: إطعام 60 مراقبا دوليا».

وكان يشير بذلك إلى مشاركة فرق مراقبة عربية وأفريقية في الانتخابات مقابل تشكيك الدول الغربية فيها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا ولندن والاتحاد الأوروبي، التي أصدرت بيانات منفصلة تندد بإصرار الحكومة على إجرائها رغم مقاطعة المعارضة.

وتعمدت أغلب التدوينات الساخرة أن يكون مدخلها الأيديولوجيا الإسلامية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم مثل الطرفة التي كتبها أحدهم «في أحد المراكز اكتشف أهل الحي أن 50 من موتاهم صوتوا في الانتخابات وعندما سألوا مدير المركز أجاب «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا».

واستثمر أنصار الأندية الرياضية أيضا الانتخابات كمنصة للسخرية من منافسيهم، لا سيما بين ناديي الهلال والمريخ وهما الناديان التقليديان في كرة القدم السودانية.

وعادة ما يعيّر أنصار نادي المريخ منافسيهم في الهلال بأنهم لم يحرزوا على مرّ تاريخهم بطولة خارجية، ونشر أحدهم صورة للرئيس عمر البشير المعروف بتعاطفه مع فريق المريخ وهو يغلظ القسم بالقول «لن أتنازل عن الحكم ما لم يحرز الهلال بطولة خارجية».

ومن الصور التي تم تداولها على نطاق واسع واحدة لموظف في أحد مراكز الانتخابات وهو نائم على طاولة بها صندوق اقتراع مرفقة مع تعليق «انتخابات الأحلام السعيدة». ونشر فنانون رسوما كاريكاتورية تسخر من الانتخابات، منها رسم لقيادي في الحزب الحاكم يتحدث في أحد مراكز الانتخابات لوسائل الإعلام بفخر أن عدد الذين صوتوا لهم في هذا المركز فقط أكثر من 10 آلاف ناخب، وعندما سئل عن عدد المقيدين في سجل الناخبين أجاب بأنهم 5 آلاف.

ومن الطرف المتداولة أيضا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعان بالرئيس البشير لمده بخبراء في الحملات الانتخابية من حزبه ليتمكنوا من تزوير الانتخابات لصالحه، حيث كانت ذروة الطرفة عندما هاتف البشير أوباما عقب انتهاء الانتخابات الأمريكية المفترضة ليسأله عن الوضع فأجابه «رجالك ماهرون، لقد أقنعوا الجميع بمن فيهم أنا بحصولي على 110 ٪ من أصوات الناخبين».

وقال مختار الأصم، رئيس مفوضية الانتخابات السودانية معلقا على إعلان المرشح عمر عوض الكريم انسحابه من السباق الرئاسي، أمس، بسبب «التزوير»: «إذا كان لديه أدلة تثبت ما قاله فليقدمها لنا رسميا».

وقال آدم محمد أحمد، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري (حكومية)، أول أمس، إن تدني نسبة التصويت أحرج الحزب الحاكم ما كان سببا في مد أيام الاقتراع يوما إضافيا لتنتهي الخميس بدلاً من الأربعاء إلا أنه نفى أن يكون تدني الإقبال استجابة لدعوة المعارضة بالمقاطعة.

ويصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير، وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له. وتشمل عملية التصويت 3 بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 ٪ من مقاعد البرلمان بنص الدستور.

علاوة على ذلك توجد 3 بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. وفي الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة. (الأناضول)