الرجل الغامض: هل كان مجرما أم بطلا؟
الاثنين, 19 مايو 2014 11:43

 الفريق أول علي السرياطي ، قائد الأمن الرئاسي في عهد الرئيس السابق بن علي الفريق أول علي السرياطي ، قائد الأمن الرئاسي في عهد الرئيس السابق بن علي غادر صباح أمس الفريق أول علي السرياطي، قائد الأمن الرئاسي في عهد الرئيس السابق بن علي، سجن المرناقية بالعاصمة تونس بعد انتهاء مدة محكوميته التي بلغت ثلاث سنوات صدرت عن القضاء العسكري في القضية التي عرفت بقضية شهداء الثورة وجرحاها.

ابنه سمير السرياطي صرح اليوم أن والده خرج في صحة جيدة وكانت اعداد من أفراد العائلة والأصدقاء في استقباله ليعود الى منزله ، الذي غاب عنه منذ 14جانفي 2011 ، دقائق بعد إقلاع طائرة الرئيس السابق في اتجاه المملكة العربية السعودية ، ليكون قد قضى في الإيقاف والسجن ثلاث سنوات وأربعة أشهر وثلاثة أيام ٠وبخروج السرياطي تكون كل القيادات الأمنية للنظام السابق قد غادرت السجن أمثال عادل التويري والأمين العابد ولطفي الزواوي وجلال بودريقة.

ويبقى السرياطي شخصية خلافية بين التونسيين ، أمس واليوم ، له أنصار قليلون وأعداء كثيرون ، رغم انه لم يكن معروفا لدى العامة قبل الثورة لان لم يكن يظهر في الاعلام رغم انه شغل مهاما بارزة في الجهازين العسكري والأمني ومنها مدير عام الأمن العسكري وقائد جيش البر ومدير عام الأمن الوطني( 1991 2002) ومدير عام الأمن الرئاسي من 2002 الى لحظة إيقافه بعد هروب بن علي ، الذي كان من أقرب المقربين منه وأكثرهم ولاء له

ولا يتفق التونسيون اليوم ، وبعد ثلاثة أعوام ونصف تقريبا عن سقوط النظام السابق ، حول دور علي السرياطي في ما حدث ، وهل كان مجرما قتل الشهداء وقمع المتظاهرين وأعطى التعليمات بذلك أم انه لعب دورا وطنيا بإنقاذ البلاد من حمام دم ، عندما أجبر بن علي على الهروب وأثنائه عن مواجهة المتظاهرين والثوار؟٠

كما أن السرياطي ، ورغم ما أعلنه أمام القضاء العدلي والعسكري ، يبقى من أهم الشخصيات التي تمتلك كافة أسرار وتفاصيل ثورة تونس ، التي قادت ما سمي بعد ب " الربيع العربي" وما خلفه من اعادة تشكيل الخارطة السياسية في عديد البلدان العربية والتحولات الجيو سياسية والجيو استراتيجية التي عرفتها المنطقة ٠ولا يعرف لماذا تم ايقاف السرياطي مباشرة ومن أعطى التعليمات لحظة هروب بن علي ، رغم أن الكثيرين يقولون أن الامر جاء من وزير الدفاع يومها رضا قريرة الذي تم سجنه بدوره بعد أيام من الثورة وليخرج قبل أسابيع ٠

شيطنة

مباشرة بعد هروب بن علي وإيقاف السرياطي ، وهو حدث لم يتم الإعلان عنه في الإبان ، انطلقت حملة إعلامية ضده في عديد وسائل الاعلام التونسية والعربية شيطنت الرجل وأطلقت عليه لقب المجرم وقاتل الشهداء ، وقيل وقتها في قنوات الجزيرة والعربية أنه تم إيقافه في مدينة بن قردان ، جنوب شرق تونس ، في اتجاه ليبيا ، كما تحدثت مصادر إعلامية عن مواجهات بين الأمن الرئاسي والجيش الوطني وعن تعمد قوات الأمن الرئاسي بقتل المواطنين في الشوارع واستعمالها لسيارات تاكسي وسيارات إسعاف ٠كما وجهت له تهم الاستعانة بقناصة جاؤوا من بلدان أجنبية لقنص المتظاهرين في الجهات التي ثارت ضد النظام القمعي والمطالبة بالعدالة الاجتماعية وبالحرية والكرامة٠

كما تم اتهامه بانه من كان المسؤول الاول في وزارة الداخلية الذي يعطي التعليمات الى الفرق الأمنية لقمع المتظاهرين ومواجهتهم بالرصاص٠ودون نفي أو تأكيد هذه التهم ، فان ما أثبتته الوقائع لاحقا تبرز أن قوات الأمن الرئاسي لم تطلق أي رصاصة لا يوم 14 جانفي ولا بعده ، اذ أظهرت عمليات جرد الأسلحة أن كل الذخيرة كانت كاملة ، اضافة الى أن الشهداء الذين سقطوا قبل 14 جانفي لم يتجاوز 61 شهيدا فان حين ارتفع عدد الذين استشهدوا بعد ذلك الى 278 مواطنا٠

بطل قومي

وفي المقابل فان أنصار السرياطي وعائلته يرون انه كان بطلا وساهم في نجاح الثورة وسقوط النظام السابق وإنقاذ البلاد من حمام دم كان بن علي سيقبل عليه لإخماد أصوات الثوار، لولم يدفعه السرياطي دفعا الى امتطاء الطائرة بعد أن تردد في ذلك ٠وما يتفق عليه شهود العيان أن مدير عام الأمن الرئاسي بث الرعب في قلب قائده و رئيسه باخباره بوجود مروحية تطوف قرب القصر وباخرة سريعة في البحر قبالة القصر الرئاسي اضافة الى تحرك آلاف التونسيين المحتجين من المرسى والكرم ، الضواحي القريبة من القصر ، في اتجاهه ٠

وتقول الروايات والوثائق التي تسربت بعد الثورة أن السرياطي هو من " فرض" على بن علي مغادرة البلاد صحبة عائلته لأداء مناسك العمرة والابتعاد عن حالة الاحتقان ، وكانت مصادر تحدثت وقتها أن بن علي أراد إرسال عائلته فقط لكن بكاء ابنه الصغير وإلحاح السرياطي دفعاه الى امتطاء الطائرة على أمل العودة من الغد ، قبل أن يتم تطبيق سيناريو مخالف وصفه الكثيرون بالانقلاب الخفي ٠وفي المقابل ترى أطراف أخرى أن السرياطي ، ورغم ولائه " الأعمى " لرئيسه فانه انقلب عليه في اخر لحظة ونفذ أجندا خارجية كانت خططت لإزاحة بن علي الذي لم يعد مرغوبا فيه من قوى دولية عظمى رفعت عنه حمايتها ودعمها قبل مدة.

 

بوابة افريقيا الاخبارية