لعبة المفاوضات
الثلاثاء, 22 أبريل 2014 10:42

altaltضاقت الإدارة الأميركية ذرعا بالمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية لكن كيري مصر على متابعتها.

عقد مؤتمر لمجموعة الأزمة الدولية في الرباط نهاية الأسبوع الماضي، وكان شديدا في تشاؤمه، فقد تم استعراض الأزمات في العالم من أوكرانيا إلى سوريا، ومن فنزويلا إلى أفغانستان، ولم يبد حل في الأفق.

العالم يجري بلا قواعد لعبا واضحة والشيء الأساسي أنه لا توجد رؤيا ولا زعيم ولا رب بيت، فأميركا ضعيفة ومستخذية ومنطوية على نفسها، ومجلس الأمن في شلل، وتبين أننا لسنا وحدنا في هذه القضية المؤلمة، وكانت البشرى الإيجابية الوحيدة اتفاق إيران، الذي يتقدم تقدما حسنا ويُبدي الإيرانيون استعدادا لوقف مشروعهم على شفا القنبلة الذرية، والعالم مستعد للتسليم بذلك.

لم تنجح تسيبي لفني وصائب عريقات في أن يلتقيا إلا مع مارتن إينديك رئيس فريق الوساطة الأميركي والتوقعات متدنية، ويُقدر الأميركيون أن نتنياهو وأبومازن أيضا مهتمان باستمرار المحادثات ومستعدان للتوصل إلى صفقة يصاحبها إفراج عن سجناء.

سحب كيري ورقة اللعب الوحيدة التي كانت معه وهي الإفراج عن بولارد، إن بولارد وهو ابن اليمين الضائع، والعزيز على البيت اليهودي، والشخص الذي يقض مضاجع أوري إريئيل وأشباهه، كان يفترض أن يتم إطلاق سراحه.

أصبحت المحادثات بغيضة إلى الجميع، فكيري يجريها وكأنه مقامر في كازينو يصر على الاستمرار على وضع ماله على «عجلة الروليتا» أملاً في أن تقف العجلة عند رقمه مرة واحدة.

كان يؤمن بأنه سيتوصل إلى اتفاق سلام، ثم تضاءل بعد ذلك ليصبح اتفاق إطار، وتضاءل بعد ذلك أيضاً ليصبح اقتراح إطار أميركي؛ وأصبح بعد ذلك مجرد أفكار فقط.

أميركا تهدر هيبتها على صفقة هامشية مريبة ستطيل التعذيب المتبادل فقط، ويستمر الأميركيون في الوساطة فقط لأنهم يخشون النتائج المدمرة لتفجير المحادثات، وتحولت المحادثات من وسيلة لإحراز اتفاق إلى هدف، فهذا ما أراده نتنياهو من البداية وهو ما يريده الآن أيضا.

ولهذا السبب نشأ توتر بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية فقد ضاق البيت الأبيض ذرعا بالمحادثات، وكيري مصر على الاستمرار، وقد نشرت هذا الأسبوع في صحيفتي «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» مقالات دعت كيري للاعتراف بالفشل وإلى صرف نشاطه إلى مواضيع أكثر سخونة.

حاول فريق كيري أن يستخلص دروسا وأن يضائل مشاركته لتصبح حضورا سلبيا ولتمكين الفريقين من إجراء محادثات مباشرة، لكن ذلك لم ينجح إلى الآن لأن عدم الثقة بين الربانين يفضي إلى الشلل، وكلاهما يستغل ورقة أميركا ليُلاعب بها الآخر.

تستطيع أميركا أن تحيا دون تفاوض ودون اتفاق، والسؤال ما الذي سيحدث لإسرائيل والفلسطينيين؟ يبدو أن الطرفين يسيران مثل أعميين إلى واقع الدولة ذات الشعبين، وإسرائيل تهددها موجة إرهاب من المناطق ومقاطعة دولية ونهاية المشروع الصهيوني، يستطيع أبومازن أن يحيا دون دولة لكن سيصعب عليه أن يحيا دون مكانة رئيس دولة.

العرب