استقالة المفاوضين الفلسطينيين والاستيطان متواصل
الخميس, 14 نوفمبر 2013 02:14

altaltأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء أن فريق المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقال احتجاجا على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة. ويأتي هذا الإعلان بعد تأكيدات إسرائيلية على الاستمرار في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وأشار عباس في مقابلة مع قناة "سي.بي.سي" المصرية إلى أنه رغم ذلك فإن المفاوضات -التي استؤنفت في يوليو/تموز الماضي بعد انقطاع نحو ثلاث سنوات بسبب الاستيطان- ستستمر حتى لو أصر فريق المفاوضات الفلسطيني على التمسك بقراره.

وقال إنه سيعمل على إقناع الفريق بالعدول عن قراره، أو تشكيل فريق جديد للمفاوضات.

وفي تصريح لتلفزيون رويترز، لم يوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات شيئا بشأن استقالته، ولكنه قال إن جلسات المفاوضات مع إسرائيل قد جمدت.

وتابع "في حقيقة الأمر، المفاوضات -التي قال الطرفان إنها لا تحقق تقدما- توقفت الأسبوع الماضي فور إعلان إسرائيل عن بناء استيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف عريقات أن إسرائيل حاولت تدمير جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتحقيق السلام، عبر النشاط الاستيطاني. الاستيطان وكانت إسرائيل أعلنت منذ استئناف المفاوضات في يوليو/تموز الماضي عن العديد من الخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

وجاء آخر إعلان أول أمس الثلاثاء عندما كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان عن عطاءات لوزارة الإسكان من أجل بناء نحو 24 ألف وحدة استيطانية، منها 1200 في منطقة تعرف بـ "إي1" التي تفصل القدس عن رام الله، والبناء فيها يعني فصل شمال الضفة عن جنوبها.

ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر مساء الثلاثاء بإلغاء مشاريع خطط وزارة الإسكان لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والشطر الشرقي من القدس المحتلة.

وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو في وقت متأخر الثلاثاء أن "رئيس الوزراء أمر وزير الإسكان أوري أرييل بإعادة النظر في كل الإجراءات المتصلة بالتخطيط لهذه الوحدات السكنية والتي اتخذت من دون تنسيق مسبق".

غير أن وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية يوفال شتاينتس نفى أن يكون نتنياهو ألغى مخططات أو مشاريع استيطانية جديدة في الضفة.

وقال شتاينتس إن المطلوب فقط هو التنسيق مع رئيس الحكومة قبل إعلان وزارة الإسكان عن أي مشاريع استيطانية جديدة بسبب ما وصفه بحساسية الموقف الدولي.

كما أن وزير الطاقة الإسرائيلي سلفان شالوم -وهو من الجناح اليميني لحزب الليكود بزعامة نتنياهو- أوضح الأربعاء أن إسرائيل ستستمر في البناء الاستيطاني، ولكنها ستأخذ التوقيت بعين الاعتبار.

وقال شالوم في تصريحات إذاعية محلية إن "السؤال دائما يتعلق بالتوقيت، هل التوقيت مناسب أم خاطئ؟".

وأضاف أن بلاده بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة في القضية النووية الإيرانية، مشيرا إلى ضرورة تخفيف أي توتر مع واشنطن.

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية شككت أمس الأربعاء في إعلان إسرائيل إلغاء الخطط الاستيطانية الأخيرة، واعتبرت نفي رئيس الوزراء نتنياهو علمه بأنه "لا يعدو كونه ذرا للرمال في العيون".

وأضافت الوزارة في بيان أن "الخبرة الفلسطينية في مثل هذه الحالات والمعطيات على الأرض تكذب ذلك، حيث حدث أن نفت أوساط إسرائيلية مثل هذه النشاطات الاستيطانية، بينما استمر البناء الاستيطاني على الأرض".

وقد أعلنت القيادة الفلسطينية أنها ستعقد اجتماعا طارئا لبحث التوجه إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن. وزير إسرائيلي نفى أن يكون نتنياهو ألغى خطط بناء أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية (رويترز)

غياب الثقة من جانبه، قال المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط إندرياس رينيكي أمس الأربعاء إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية الآن تحت رعاية أميركية تنقصها الثقة وتسودها السرية.

وأعرب خلال زيارته للأردن -حيث يشارك في منتدى عمان الأمني- عن دعم الاتحاد الأوروبي لمهمة كيري، مشيرا إلى أنها تواجه "بعض الصعوبات" مثل الأمن، واعتبر أن هذه القضية مسألة مهمة لإسرائيل.

ودعا رينيكي الفلسطينيين والأردنيين إلى ضبط النفس تجاه الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، قائلا "نعرف مكانة هذا المسجد لديكم جميعاً".

وكان كيري أعلن في وقت سابق أنه أحرز "تقدما مهما" في المفاوضات حول عدد من الأمور.

 

المصدر الجزيرة + وكالات