حزب الوطن: الحوار المرتقب.. من يتصالح مع الشعب ..؟
الأحد, 06 سبتمبر 2015 21:26

altaltتستعد النخب السياسية والمدنية ، من النظام والمعارضة، كل في خندقه، لتعبئة عامة ونفير غير مسبوق ليوم غد، الموافق الاثنين 7 سبتمبر الجاري، حيث يعمل النظام الحاكم كل ما في وسعه من تعبئة إعلامية ومادية وتحشيد مرتقب للشعب أمام قصر المؤتمرات لإنجاح انطلاق الحوار المثير للجدل.

 

وفي المقابل، يتحفز المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة المعارض بأقصى جهد تعبوي وإعلامي لفضح ما أسماه بالحوار – المسرحية ، الذي يسعى نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لفرضه من جانب واحد ، عبر مغالطة الرأي العام الدولي أساسا ، وخديعة الشعب الموريتاني، ثانيا، بأنه يستجيب للحوار، دون أن يقدم تنازلا في سبيل ذلك.

 

إننا في حزب الوطن – إذ ندعم الحوار الوطني الجاد والمسؤول ، الذي يؤسس لإعادة بناء الثقة المفقودة بصورة ادرامية بين الفرقاء ،أولا،ويخرج البلاد، ثانيا، من أتون هذا التجاذب العبثي– فإننا نعتبر أنه كان من الأولى تعبئة هذه الجهود المهدورة والامكانيات المبذولة ، عبثا في عملية لن يكون لها مردود، في جهدوطني شامل لمساعدة سكان العاصمة المنكوبة بحمى الضنك (الحمى الوافدة) والبرك الخضراء الآسنة التي تغرق جميع أحياء العاصمة  ، فضلا عن اكتساح البعوض وصنوف الحشرات، الضارة بصحة المواطنين،لهذه المدينة ، دون أن تهتم هذه النخب المتصارعة على السلطة بمصير هذه المدينة المنكوبة ، وما يواجهه سكانها من أوبئة كارثية ، فيما النخب تتصارع على السلطة ويهدر بعضها امكانيات طائلة في قضايا ، هي الأبعد من معاناة المواطنين وعن كل ما له صلة بتحسين شروط حياتهم. بل إنه في الوقت الذي يجري فيه هذا الماراتون العبثي ، هناك عشرات الآلاف من المرضى الذين يتكدسون في وضعيات  مزرية أمام المستشفيات وغيرها من نقاط الصحة العمومية والعيادات الخصوصية، بسبب تجاوز هذه البنيات الصحية لطاقتها الاستيعابية ، لفرط انتشار وباء "الحمى الوافدة".

 

 

إننا – ونحن نؤشر هذه العبثية من النخب السياسية إزاء المواطنين المنكوبين أمام أعينهم- فإننا نهيب بهذه النخب إلى مراجعة مواقفها من المواطنين ومعاناتهم ، والإدراك بأن الأزمة الحقيقية ليست في ما يتدافعون حوله، وإنما الأزمة الحقيقية تكمن في تحطم ثقة الجماهير كليا،على عموم التراب الوطني، في جميع السياسيين؛ الأمر الذي ينعكس في عزوف الجماهير وعدم اكتراثها مطلقا بالعمل السياسي والحزبي في البلاد، بسبب هذه العبثية  المبنية على مصالح بعض النخب، مع إهمال تام ومقيت للمواطن ولظروفه وما يقع في صلب اهتمامه ومصاله..

 

اللجنة الإعلامية

انواكشوط، في 6 من سبتمبر 2015