ولد بتاح يوجه رسائل سياسية إلى النظام والنخبة

أربعاء, 02/07/2018 - 00:42

نظم حزب اللقاء مساء السبت الماضي تجمعا حاشدا بدار الشباب القديمة، حضرته جماهير غفيرة، وقد ألقى رئيس الحزب بالمناسبة، كلمة، تضمنت ثلاثة رسائل: اثنتان منها موجهة إلى النظام والثالثة موجهة إلى نخبة البلاد.

* الرسالة الأولى للنظام، تتمثل في أن الشعب أصبح مطحونا بفعل الغلاء وتصاعد الأسعار والبطالة المستشرية، التي وصلت إلى75% في صفوف الشباب و30% على المستوى الوطني,, فالمواد الأساسية قد ارتفعت أسعارها ارتفاعا غير مسبوق ومستويات الفقر أضحت غالبية الشعب الموريتاني تعاني منها ، فهي تعيش اليوم باقل من دولارين لليوم.

ينضاف إلى ذلك فشل السياسات التربوية: فغالبية أبناء الشعب الموريتاني لا تقدم لهم الدولة تعليما لائقا، وكثير من المؤسسات العمومية خاوية على عروشها، ولم ينجح في الباكلوريا السنة الماضية، سوى أقل من 1% في التعليم العمومي.

وأضاف الرئيس بتاح أن الأمن متدهور، لذا نجد اليوم في نواكشوط أحياء تعيش ساكنتها  الخوف المستمر الناتج عن انتشار الجريمة وغياب الأمن.. وخاصة تلك الموجودة في الأحياء الشعبية، فالأمن متوفر فقط لعناصر النظام، من خلال الثكنات العسكرية وغيرها.

قطاع الصحة أيضا يهمل غالبية المواطنين فأكثر من 80% من الشعب الموريتاني لا يستفيد منها ، فهذه النسبة الكبيرة لا تتوفر على تامين صحي، لذا فهي عزلاء  وعرضة لكل الإمراض الفتاكة وغيرها.

وأكد رئيس حزب اللقاء  قائلا: إن الشعب الموريتاني لم يعد قادرا على تحمل وضع كهذا، فهذه المآسي كلها، جعلت من النظام، نظام يأس وإحباط، الشيء الذي انعكس على الحالة النفسية لأفراد الشعب، فأصبح المواطنون في حالة يأس، وهو ما يفرض على النظام أن ينتبه إلى أن واقعا كهذا عند ما يعتري شعبا ما، فإنه من الأكيد أن يقوم بهبة مفاجئة لا احد يعرف كنهها.. فالأوضاع قد وصلت إلى مستوى من التدهور والصعوبة، يفرض العلاج السريع.. فالشعب لم يعد قابلا لوضع كهذا ولا شك أنه سيعبر سريعا عن رفضه لهذا الواقع المأزوم.

 وندد ذ/ بتاح بالفساد الصارخ والصفقات المشبوهة، التي تسير بها موارد البلاد المعدنية والكهربائية والزراعية والصناعات الإستخراجية والأشغال العمومية، التي أقصي منها رجال الأعمال السابقين، لصالح حفنة من المقربين من رأس النظام.. لذا أصبحت البلاد رهينة لعملية تربح صارخة، بفعل الجبايات المجحفة.. ولعل سعر المحروقات هو أفضل مثال على ذلك فلم تنخفض أسعارها- رغم هبوطها عالميا.. واقع يعكسه وجود ميزانيتين كل سنة، حيث أصبحت لدينا ميزانية أصلية وأخرى مختلفة.. فلكل سنة ميزانيتين: الأولى في بداية السنة والثانية في نهايتها، كما أرهق النظام البلاد بديون خارجية وصلت حد 100% من الناتج المحلي.

 فظروف المواطنين- يقول الرئيس بتاح - لم تعد تطاق، فلم يعد باستطاعة الشعب الموريتاني  التحمل.. وهذا ما خلق يأسا وهو ما سيفرض هبة وشيكة، عكس ما يتصوره النظام فمظاهر السكون الحالية، خداعة وستكشف الأيام المقبلة صدق ذلك.

* الرسالة  الثانية التي يجب أن يعيها رأس النظام، هي أن الشعب الموريتاني لم ينس أنه قدم إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري على نظام مدني انتخب بطريقة شرعية وأنه شخص غير وفي للاتفاقيات التي وقعها مع الطبقة السياسية، كما أنه لن ينسى تلاعبه بالدستور وتأجيل الانتخابات عن موعدها وإجرائها حسب مزاجه وتلاعبه بالرموز الوطنية: العلم- النشيد الوطني- العملة- القضاء على مجلس الشيوخ بطريقة تفتقد لأبسط أنواع الشرعية والمشروعية- الاستقواء على الشعب الموريتاني واحتقاره.

وأكد رئيس حزب اللقاء أن الشعب الموريتاني لا يخفي عليه سعي الإرادة السياسية للنظام الحالي، التي تعمل من أجل تفتيته على أسس اثنيه وفئوية.. وأكد أن الشعب الموريتاني على وعي تام بأن النظام الحالي، لم يبق من مأموريته الثانية – بين ظفرين- سوى سنة واحدة وعدة أشهر، ويتذكر جيدا أن رأس النظام قد أقسم على احترام دستور يمنعه من مأمورية ثالثة، كما أن الشعب يتابع ما تحدث به بعض الوزراء وبعض المسؤولين من سعي لحنث الرئيس بيمينه والبقاء في السلطة.. فعلى أية حال، ليس أمام الرئيس في هذا المجال، سوى خيارين لا ثالث لهما:

1- الخيار الأول: أن يسير في الاتجاه الذي يصرح به بعض وزرائه ويؤكده غياب أي تحرك في اتجاه يسمح بتداول سلمي على السلطة..  فليعلم أن أي خيار يبقيه هو شخصيا أو أحد رجالاته الجاهزين لصفقة كهذه، أنه خيار لن يقبله الشعب الموريتاني وهو خطير على تماسك البلد و ستكون نتائجه جد خطيرة على النظام وجماعته، الشيء الذي يفرض على النظام تحمل عواقب هذا الخيار الوخيمة.

2- الخيار الثاني: هو أن يحترم الرئيس مقتضيات الدستور.. وفي هذه الحالة يجب عليه استدعاء أبناء البلد كافة من أجل حوار جاد- ليس كالسابقين- لضمان توفير كل الشروط الكفيلة بوضع مستلزمات تجاوز هذا الظرف التاريخي غير المسبوق.. حوار يوصل البلد إلى بر الأمان، ويؤدي إلى انتخابات شفافة ونزيهة، يشارك فيها ويرضى عنها الجميع.. وفي هذه الحالة يجب عليه أن يسكت الأصوات النشاز المشوشة على هذا الخيار ويسمح بالتمتع  بالحريات التي سلبها: حرية الإعلام والتجمع، ويرفع يده عن القضاء والإدارة والجيش وينهي توقيف وملاحقة خصومه السياسيين ويطلق سراح سجناء الرأي-  وعلى رأسهم الشيخ محمد ولد غده.

 وأكد ذ/ بتاح أنه يجب على النظام أن يعرف أن أي خيار غير خيار الحوار والتفاهم، لن يقبل منه أبدا ولن يستكين له الشعب الموريتاني أبدا.. قائلا: نحن من حملة الهم العام لذا لن نستسلم لخيار كهذا أبدا.

* أما الرسالة الثالثة، فهي موجهة إلى النخبة الوطنية، المتمثلة في: الأئمة- الذين قال إنهم ضمير الأمة- والأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية والمثقفين والموظفين والتجار والشباب والنساء، مؤكدا أنه ما لم ينهض الشباب، فإن البلاد ستبقى مستباحة، وكذلك كافة فئات الشعب الحريصة على حاضر ومستقبل بلدها.

وطالب الرئيس محفوظ الجميع أن يتحدوا من أجل طي صفحة الماضي وصفحة هذا النظام، داعيا إلى تلبية دعوة حزب اللقاء إلى تكتل تاريخي أو إلى أية صيغة أخرى.. فليس لدينا في اللقاء طموحا، سوى مشاركة أبناء بلدنا من أجل إنهاء حكم التفقير، الجاثم على وطننا الغني بموارده وثرواته الطبيعية، بغية الخروج من أتون الفقر والجهل المفروضين علينا.

فاستجابة الحزب الاجتماعي التقدمي والتكتل الشبابي: "لا للتلاعب بالدستور" ، لندائنا: "من أجل تكتل تاريخي لكسب رهان الديمقراطية"، الذي أطلقه الحزب في التاسع من دجنبر الماضي هي إضافة نوعية واستجابة عملية.

إننا في اللقاء- يقول الرئيس- ماضون من أجل تحقيق هذا التكتل التاريخي، مهما كلفنا ذلك من ثمن.

وندد ذ/ محفوظ ولد بتاح بالعنف الممارس ضد الطلاب وبلغة العصا الغليظة التي أصبحت هي السائدة في علاقة النظام بالمواطنين.

أمانة الإعلام

04/02/2018