موتى يتجولون بشوارع البيضاء فى المغرب

خميس, 12/28/2017 - 00:19

مشيعون بالحي المحمدي حملوا نعشا فوق الأكتاف والجماعة ترفض منحهم سيارة نقل الجثث

لا تأبه المقاطعة الجماعية الحي المحمدي بالبيضاء بإكرام الميت، ولا تلتفت لحزن أقربائه بالإسراع في دفنه، ولا وجود في قاموس مسيريها القول المأثور”إكرام الميت دفنه”، بل تؤمن فقط بأن “في العجلة الندامة”، والهالك يستحق أن يجرب عذاب وسائل النقل العمومية، بعدما ذاقها حيا.

من آخر فصول الاستهتار بموتى البيضاء، لجوء أقرباء أحدهم بحي العنترية بالحي المحمدي، الجمعة الماضي، إلى حمل نعش على الأكتاف إلى المسجد من أجل الصلاة عليه، بعد انتظارهم ساعات طويلة قدوم سيارة نقل الأموات التابعة للجماعة، قبل أن يتأكد المشيعون أن وعود المسؤولين كاذبة، حينها طافوا به في الأزقة والشوارع في مشهد لم يعهده سكان العاصمة الاقتصادية.

وروى أحد المشيعين بغضب كبير تحول الجنازة إلى مسيرة غاضبة، ففي الوقت الذي كان البعض يكبر، فضل آخرون إعلان غضبهم من غياب سيارة نقل الأموات، إذ حملوا أكف الضراعة إلى الله لإنصافهم من مسؤولين جماعيين لا يهمهم حزن وألم أفراد الأسرة، وهم يعاينون نعش قريبهم يطوف بالأزقة، وهواتف المعزين تصور مشاهد ستسجل ضمن كوارث التسيير الجماعي.

وقال مستشار جماعي لـ “الصباح” إن ما وقع بالحي المحمدي “فضيحة” يتحملها المكتب المسير للمقاطعة الجماعية التي يترأسها حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن أقرباء الميت اتصلوا بالمسؤولين، في حدود الساعة العاشرة صباحا، لإخبارهم بالوفاة، وطلب سيارة نقل الأموات، إلا أنهم ظلوا ينتظرون دون جدوى.

وأوضح المستشار نفسه أن الاتصالات بالمسؤولين تكررت، وفي كل مرة يواجهون بوعود بحضور السيارة إلى حين موعد صلاة الجمعة، حينها اضطر متطوعون إلى حمل النعش فوق الأكتاف، إذ تيقنوا أن الميت لا يستحق، في نظر المسؤولين، سيارة تقله إلى مثواه الأخير، وبعد الصلاة عليه تطوع بعضهم لكراء سيارة خاصة أقلته إلى مقبرة الغفران.

وذكر المتحدث ذاته أن مشهد الجنازة أثار غضب كل السكان الذين طالبوا بفتح تحقيق في الموضوع، في الوقت الذي أعلن فيه جمعويون عزمهم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة للتنديد بما أسموه “إهانة الموتى”، خصوصا أن الحادث يكشف فشل تدبير العدالة والتنمية، إذ في الوقت الذي تتجول سيارات جديدة بالمنطقة يرفض المسؤولون نقل ميت إلى مثواه الأخير.

وكشف المستشار نفسه أن الجماعة تتوفر على أربع سيارات مخصصة لنقل الأموات، ناهيك عن أسطول كبير من السيارات منح لبعض المستشارين، مشيرا إلى أن العلاقات “السياسية” تتحكم بشكل كبير في تقديم الخدمات الاجتماعية، ويواجه البسطاء بالتسويف.

 

 

الصباح المغربية