لماذا يتم التكتم على التحرش الجنسي؟

خميس, 10/12/2017 - 22:51

لم يتوقع أحد أن يأفل نجم من نجوم هوليوود بهذه السرعة. حتى هارفي وينشتاين نفسه لم يحسب أن تطاله نيران أفعاله من الوسطين الفني والإعلامي، لتحرق حصيلة ثلاثة عقود من النجاح منقطع النظير.

لكن ذلك ما حصل. فبعد نشر جريدة نيويورك تايمز في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر تقريراً مطولاً يحوي مقابلات ووثائق ومراسلات إلكترونية تؤكد تورط أشهر منتجي هوليوود بسلسلة اعتداءات جنسية تم التكتم عليها لسنين طويلة وتمت تسويتها مالياً بعيداً عن الأضواء، أيدت أعداد متزايدة من الممثلات الاتهامات المنسوبة لعملاق هوليوود.

وفي غضون أيام قلائل، اضطر مجلس إدارة شركة "وينشتاين للإنتاج" لإقالة مؤسسها ريثما تجري الشركة تحقيقاتها الخاصة، بالتزامن مع تحقيقات الشرطة، بتهم الاعتداء الجنسي التي تواردت يوماً بعد يوم، والتي كالتها ممثلات وعارضات أزياء مثل أنجلينا جولي وكيت وينسليت وغوينيث بالترو وغيرهن.

ورغم انقضاء مدة طويلة منذ وقوع الاعتداءات الجنسية، سواء كانت بالتحرش اللفظي أو الجسدي أو الإرغام على تدليك ظهر وينشتاين بل وحتى الاغتصاب، لم يكن بمقدور الضحايا تقديم شكوى ضد وينشتاين خوفاً من العار الذي ستجلبه لهن التهم، وخشية المجازفة بفرص حصولهن على أدوار سينمائية بالمستقبل. فحتى طفو الاتهامات التي بددت هالة العظمة المحيطة به، كان وينشتاين إحدى الشخصيات الأكثر قوة وتأثيراً في عالم السينما وهو الذي منح العديد من الممثلات اللواتي اعتدى عليهن أدوارهن الأولى. لا غرو إذن بأن سمته ميريل ستريب "الرب" عندما شكرته في حفل جوائز (كولدن كلوبز) سنة 2012.

في هذه الأثناء، اتهمت شخصيات فنية أمريكية وأوروبية مثل الممثل الأمريكي مارك روفالو والممثلة البريطانية جودي دنج، اتهمت هوليوود بالتغاضي عن أفعال وينشتاين، قائلة إن ردود الفعل الباردة تعكس عقلية ذكورية طاغية واستخفافاً بالتجارب المريرة التي تتجرعها المرأة في مكان عملها، سواء كان ذلك في هوليوود أو أي مكان آخر. وبالمقابل، نالت مصممة الأزياء سيلاً من الانتقاد لدفاعها عن وينشتاين، وإلقائها اللوم على ضحايا التحرش الجنسي، قائلة: "إن المرأة التي تبرز مفاتنها تجلب المشاكل لنفسها."

كما أعادت فضيحة وينشتاين للواجهة ظاهرة التكتم على التحرش والاعتداء من قبل شخصيات ذات نفوذ وسلطة سياسية أو إعلامية، كالبرلماني البريطاني السابق سيريل سميث والمذيع المعروف جيمي سافيل.

هل شهدتم أو علمتم عن حالات تحرش أو مضايقة أو اعتداء جنسي في مكان ما؟ هل تمت مساءلة المتحرش أو محاسبته؟

هل تخشون الإبلاغ عن هذه الحالات لسبب ما؟ ما هي أسبابكم؟

هل يلقى اللوم على الضحية؟

هل ثمة أنواع من التحرش أو المضايقة أو الاعتداء يصعب الإبلاغ عنها بسبب عدم وضوح التهمة؟