ضرائب الأطفال

جمعة, 04/28/2017 - 15:06
 !.محمدمحمود/عبدى

وقف " المونودرامي " ذلك الشاب الأنيق " الميتيسي " لونــًا صاحب العمامة الـــسوداء 
العاشق للبياض ...
وقف على مسرح "القديمة في كيفة " وقال :
لا نطالب بثنائيتي الماء والكهرباء كما كانت مدينة كرو في قرون سابقة !
فنحن هنا في القرن 21م وفي مدينة تحفها الملائكــة ، إنها عاصمة الثقافة الموريتانية توجد بجنوبها عشرات المستشفيات كلها من إنجازات الملوك السابقة .
وجامعات للفنون الجميلة –في كل مقاطعة – أنا شخصيا تخرجت في كلية الرقص وعينت في وزارة الزراعة لمدة ، قبل أن ألتحق بوزارة البيطرية !
وصديقي سميح مولاي درس في كلية الموسيقى ، وهو إمام الجامع السعودي " بكيفة " ومستشار في وزارة الشؤون الإسلامية .
وابن خالي كريم تخصص في الانحراف الاجتماعي وعيِّنَ على هيئة الاستقامة ! 
" " "
ذات صباح جميل كنت أمام برج الملك همام المقابل لفندق عشر نجوم للفنان الخليفة حيث مقهى جمال / الحسن - على اليمين – يعتبر بوابة لقصر الثقافة كنت أراقب بين تلك الأزقة المسارح المتجولة وأحمد الله على هذا البهاء ...
كيف وصل مثقفي الشعب لهذا الوعي .
" كيفة عاصمة" تطل على بحر الحب النابع من الضمير ، توجد فيها مصانع للألبان ومشاريع اقتصادية خالصة وأسواق مثمرة بذاتها و زوارها من أنحاء العالم بها معارض دولية للكتب والصناعة التقليدية ومؤتمرات سنوية تعقد للجمال لكافة الفنون والجنون !
في صيف 2016م أخذت رحلة في المترو الذي يربط بين مقاطعات الولاية كنت في دهشة واستغراب لأني لم أجد من يمجد هذه الأبراج وهذه المشاهد السياحية ...
كان بقربي طفل ألتفت إليه عن غير قصد وقلت :
هذا ظلم هذا ظلم !
كيف لا يمجد الناس أصحاب هذه الإنجازات الضخمة وهذه الطرق السريعة والأنهر الصناعية ...
أجابني الطفل إنها من صناعتنا فكيف يمجد المرء نفسه ؟! 
كل هذا من إنتاج ما نبذر لأن الدولة وضعت على الأطفال ضريبة ميلادهم وأخرى مطلقة في حياتهم وضريبة مقابل دراستهم فكيف يمكن التمجيد ! 
قلت : فليتكلم من هو أسن منك 
- قال رجل هرم :
"هذا الطفل هو الناطق الرسمي باسم الشعب "