فساد الجمارك .. الحلقة الثالثة

اثنين, 02/27/2017 - 14:02

العين بالعين والسن بالسن ..والبادئ أظلم !! يقول أرتور شوبنهاور" السوقية نتاج الإرادة حين يغيب الذكاء!!
حينما تختلط الأوراق وتنعدم الرؤية أيما انعدام في مواجهة "السهل الممتنع" يحدث أن يخرج أحدهم
وكأنه وراء تلك الإبل ذات القرون التي ترعي أوراق الصوان !!.. سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب !!.. من هنا تبدأ حكاية ذالك الحصان
الغارق في سراب الصحراء الباحث المستميت عن طوق نجاة.. وهي حالة صاحبها تحوُلً ليٌصاحب
هذا الأخير انفصام خطير تسبب في ضياع رباط الوجدان. !! .. تحول من اقصي اليمين إلي اقصي
اليسار .. وهي إزاحة سيفهمها ذو العقول الراقية.. بينما سيراها البسطاء.. وهن وظيفي .. بينما الحمير
البشمركية سينهقون وهم يعيدون قراءتها !! .. ولأنه وإدارته تخلوا عن أهم واجباتهم وهي الرد على
ما كتبت بصفة رسمية ولأن ذالك كبناء من رمل علي رمل .. وحين لم يستطيعوا تجنيد مخبريهم
للرد حول استفحال الفساد في قطاعهم بدأت ماكينتهم الإعلامية السيئة الصيت والسمعة في نسج
علاقة من وسطي الاجتماعي مع معارض في الخارج في محاولة فاشلة ولن تكون مستساغة لمعرفة الجميع بموقفي السياسي المتمثل في الحياد أمام معارضة تلهث وراء مصالح ضيقة وموالاة تسعي للاحتفاظ بمراكزها فقط !! وأدرك أن الرئيس حقق الكثير وألهمني حماسه في محاربة الفساد رغم وقوفه مجرد شعار أمام أكبر ديناصوراته المتمثل في قطاع الجمارك !!
لا تنهكوا أنفسكم عبثا وتخلطوا الأوراق عمدا .. وأوقفوا البحث عن ما ورائياتي. ..فالمخابرات فن معقد.... ويحتاج الي الاحترافية وتعلموا ان تمدغوا الخبز وان لا تسمع الاذنين ذالك الضجيج ..!! .. وأما أنا فلسان حالي يقول علي طريقة إليا أبو ماضي .... جئت، لا أعلم من أين ؟ ولكنّي أتيت .. ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت.. وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت .. كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!!
فركزوا علي ملفات فساد قطاعكم التي سلمتها لكم يدا بيد وانت تعلم جيدا حجيتها المنطقية وشرعيتها القانونية وصدق محتواها ولو كنت من مستغلي النفوذ لكنتم اول الراضخين .. ولم أطلب طيلة مزاولتي لهذه المهنة تسهيلات خاصة لا منك ولا من أعوانك ولم أتجاوز القوانين المنظمة للقطاع لا تقديرا للقائمين عليه بل احتراما لنفسي أولا .. وصونا للنصوص القانونية التي أصبح حاميها حراميها في قطاكم ..!! وعلاقتي بجميع ممتهني القطاع يطبعها الإحترام المتبادل من البواب إلي المدير لأني أصون نفسي عن ما يدنسها ولتربيتي الأسرية المحافظة علي قيم الأصالة والنبل والشيم الكريمة وعدم الإستسلام تحت سيوف الظلم والقهر والتقوي المصطنع .. ومن الأحاديث المستهجنة والمستغربة تهجم بشمركي يقتات علي اضحاك جنرال واعوانه في وصف لي بإنتمائي لباعة 'أريفاج" الذين وصفهم بعدم القدرة علي الكتابة في تجن و استفزاز لوسط اجتماعي بأكمله وعندما لاقي كلامه استنكارا أكد بأن الجنرال من قال ذالك ... في محاولة للخروج من ورطته .. وأذكره هنا بلكمات أحد أبناء آريفاج التي ارسلته في ما مضي للعناية المركزة..!! اما أنا فلكماتي كلمات أصوغها بقلم أشد وقعا من صفعات علي بشمركي لا يحمل زادا معرفيا وعديم الثقافة وبريئة منه مهنة الصحافة براءة الذئب من دم يوسف !! ..وأدعوه من هنا للمنازلة فليرمي ملحفته ويأخذ قلمه .. المخمث .. الهزيل .. عندها فقط سأسقيه ماء الورد المعطر بنكهات سيوف الحر ليتبين له جليا أن هناك فرق شاسع بين أبناء آريفاج وبنوا قينقاع وبنوا النضير..وبينهم وبين لا بين البين !! .. وأنهم حينما كانوا يٌداعبون المتتاليات والمعادلات وتغازلهم الهندسة .. كان هو في ذالك الوقت بالذات يلهث كالكلب المسعور وراء الحيوانات ويلتقط ماتبقي من قارورات خاويات علي أرصفة الضياع والذل .. وكما يقول سقراط ..تكلم حتي أعرفك !! .. وأما الجنرال فقد برهن على أن ؛ وجود المرتزقة في ادارة دليل علي تشعب فسادها؛ وهو بذالك قد نزل الي درك سحيق باستدعائه وجلوسه مع بشمركي يتهجم علي الأشراف وينعتهم بالجهل رغم ثقة الرئيس – أحد أبناء قبيلة آريفاج كما يحلوا لهم القول – فيه ومنحه قطاع الجمارك ..... وعلي نقطة أخري تنتمي لنفس الدائرة علي حالة إسقاط يقف رؤساء مكتب الميناء وقد شكلوا خلية إعلامية وطابورا بشمركيا رصدوا له مبالغ كبيرة من أموال الشعب لمنع صوتي من الظهور واعلنوا حربا خفية في محاولة طعن في ظهر أسد جريح ضح من قطاع الجمارك في جريمة اقتصادية كبري أثرت علي مسار اقتصاد البلد ..... ففيهم من كان عامل بلدية يستنجد ثمن البنزين وحكاية ال 55 كلم وأبطالها والشاحنات المخضرة إن جاز التعبير !! .. وفيهم من كان عامل نظافة شركة للنقل .. وفيهم من كان مطلوبا... وفيهم من كان لاعب أوراق.. وفيهم .. وفيهم.. وقد بلغني أن بعضهم يعوي كعواء تلك الذئاب.. لجهلهم بأن الملفات في المساطر الجمركية لا تتقادم الا بعد خمس سنوات وهو ما سيتيح للمفتشية العامة – تقريرها الفين وخمسة عشرة يٌثبتٌ فساد هذا القطاع وسننشره لاحقآ – فتح كل الملفات عندها فقط سيتحول ذالك العواء الي تيه وهذيان !! في تصرف مناف للشجاعة والعروبة حفاظا على مصالحهم الضيقة و تقربا وطاعة لجنرال مسح بكرامتهم الارض وأذلهم بأساليب شتي أدتْ إلى بطء العمل وازدياد الاعمال الخرقاء ولا تخدم بأي حال من الأحوال محاربة الفساد و أقرب هي إلي العصور الوسطي .... كان آخرها التفتيش وإعادة التفتيش.. ثم التفتيش وإعادته.. ثم إعادة إعادته.. ثم إعادته بالمعاودة..ثم مفتش جديد يعيد المعاودة !! ــ ومع وجود آليات أخري تتماشي والعصرنة والتحديث كشركة SGS الرائدة على مستوى العالم في مجال التفتيش والتحقق والاختبار والاعتماد الا انهم ولحاجة في نفس يعقوب !!– ليحولهم لموميات مفعول بها فلو كانت لهم عزة نفس لما رضوا بوضع استحقاري كهذا .... ولن أرد علي النار بالنار فذالك نتيجته رماد....!! وكما يقول شوبنهاور " المهارة تصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يٌصيبه أما العبقرية فتصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يراه !! "
من هنا أغلق ذالك القوس لأفتح قوس نافذة أخري إسمه رجالات الأعمال الجٌدد !! .. ومن المعروف عند جميع مرتادي الميناء هذه المجموعة من وسطاء القاع و الجهل المركب و حضيض الفقر المدقع والذين يٌشير إليهم الجميع بالبنان راكموا ثروات طائلة بالمليارات علي حساب الشعب وخزينة الدولة في تمالئ وتواطئ ولجهلهم أيضا بالقانون وبمدونة الجمارك التي لم تعرف يوما وجودا في مكاتبهم .. يواصلون مسيرة النهب والتزوير محولين قطاع الجمارك من وصي مؤتمن علي المال العام الي شريك متمالئ منغمس في ريع الفساد .. وتظل المعادلة القائمة قائمة بقوة بين الفساد الإيداري والتخلف التنظيمي المتعدد الأوجه اهم مزايا أروقة تسييرهم ولهذا القسط الاوفر من المسؤلية في التقهقر والتعسف الإداري وهو نفسه الذي قاد بعض المؤسسات وأجهزتهاإلي التحايل وعدم دفع الضرائب وهذا بطبيعة الحال لا ينعكس علي التشريعات والقوانين الجمركية فقط بل له انعكاس ظهر جليا علي الأداء الوظيفي .. الرشوة .. التسيب .. ولعل أولئك المفتشون الذين يجنحون الي ذالك وقد نزعوا من قلوبهم وعقولهم المواطنة وبكل وقاحة تري الواحد منهم في ابسط مثال من مكتب 13 يٌحدد قيمة جمركة مختلفة لسيارتين بنفس المواصفات .. في تصرف غريب وكأنه ماله .. أو مزرعة لوالده !! لذالك يبقي التعسف الإداري اللغة الشاذة المسيطرة علي ذالك المشهد للخروج من منظومة العدالة .... ليجعل كفة الآخريين تٌحس إحساسا واضحا بمزيد من المعاناة والظلم في تحد واضح لهيبة الدولة والتشريعات والقوانين والأحاسيس .. وحتي الطبيعة !! من هنا أتساءل .. لماذا يستمر هذا المفتش النذل في موقعته رغم وضوح جرائمه فوق ملفاته ؟؟ .. ومن يٌقيم عمله ومحاسبته ؟؟ ولعل الإجابة توجد في مقولة ياسر ثابت " مكافأة الفساد لم تكن يوما سوي إطعام ديناصور لا يعرف معني الشبع !! "
ولعل السؤال الذي لم ينبع من فراغ ولا من باب التهكم والذي يطرح نفسه بقوة في هذا الزمن الرديء الراهن ... كيف لإدارة علي هذا المستوي من التخلف والظلم والجشع والفساد أن تقود هذا القطاع الذي أصبح ينزف نزفا إلي حد مٌخيف إلي الإصلاح والتنمية وهي تؤكد علي نفسها بكثير من البراهين والحجج أنها مصابة بالترهل والوهن والتعسف والفساد الخطير !!
يتواصل....(الحلقة الرابعة .. النواب والإدارة والترخيصات والفساد..وشاحنات النقل المعفية من الضرائب )
القاظي مولاي أحمد