دموع بنت التقي

أربعاء, 01/11/2017 - 11:16
حنفي ولد دهاه

تباكت النائبة الذائبة في موالاتها المطلقة ميمونه بنت التقي فتم تعيينها وزيرة .. رغم أنها لم تذرف دمعاً و إنما علت صوتَها حزونةٌ كاذبة، فلو أنها سفحت دمعاً لتم “تعيينها” سيدة أولى، لا وزيرة أولى فاللص ولد حدمين أكثر منها صفاقة و تصفيقاً.

بكاء ميمونه بنت التقي، رغم أنه كان رديئاً من الناحية الفنية، أسرع في مفعوله من بكاء محمد ولد جبريل، حيث آتي بكاءها أُكله في أقل من اسبوع أما دموع ولد جبريل التي يبُزّ محكم فَتْلها الدراماتيكي مبلغ جهد داستن هوفمان، فلم تؤت أكلها إلا بعد حول من مواصلة العدو في شأو النفاق و التملق.

ما دام البكاء وسيلة للتعيين في المناصب، و الرجوع بُجرَ الحقائب، فتوقعوا أن ينشد لسان كل نائب نائبة من برلمان القبائل و المفسدين و تجار المخدرات و مهربي العملات، قول الصمة ابن عبد الله القرشي:

بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا

أعتقد أنه ما دامت الدموع تقوم في التعيين الوزاري مقام الكفاءات العلمية فإن كل مواطن موريتاني مؤهل له، حيث أن الوضع المعيشي له يحمله على البكاء إن سراً أو جهراً.. فالموريتاني لا يفتأ يذرف دمعه منذ أن حكمته هذه الطغمة العسكرية الفاسدة بكاءً و بكىً (البكاء بالمد لغةً ما كان بصوت و نشيج و البكى بالقصر ما كان دون ذلك).. تماما مثل قول المتنبي:

فلم يبق مني الشوق غير تفكري فلو شئت أن أبكي بكيت تفكرا

يعني أن لواعج شوقه أكلت اللحم و رضّت العظم، فلم تبق في جسمه رطوبة تسيل دمعاً، و إنما هو تفكر و ذكرى، فلو أنه مرى جفونه، و عصر عيونه، و أراق غروب دمعه و شوونه، لخرج منه بدل الدمع همّ و تفكر.. و هكذا هو شأن المواطن الموريتاني الذي برت منه أيام حكم الجنرال رُمحا خِطّيا ناحلا، نضبت رطوبة جسمه، فإن تفكر بكى و أن بكى تفكر.

الرسالة التي يؤكدها تعيين “النائبة” بنت التقي (إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)، هي أن المعيار الوحيد لنيل المناصب و الامتيازات غير المستحقة هو تمجيد الحاكم و خدمته و التمسح بحذائه و الولاء المطلق لقهره و غلبته.. تماما كما كان تعيين المفوض (الذي لم يفوض أمره لله) محمد الأمين ولد الداده تأكيداً على أن لا سبيل لأن يُلحَظ المغضوب عليه بعين الرضا إلا أن يواصل تصفيقه للجنرال الأرعن.

في هذه الفترة التي يباشر فيها محمد عليون ترتيباته لتغيير الدستور يرسل من خلال هذه التعيين “البكائي” المضحك المبكي، رسالة أن المرحلة لا تجدي فيها حصافة و لا سداد رأي و لا أبهة “هُمام في رأيه عَمَم” و إنما الابتكار في التصفيق و الوقوف ببابه، و التذلل لجنابه.. و مقارعة المعارضة حجة بحجة، و بذاءة ببذاءة و بكاءً ببكاء..

إذا شُق بُرد شُق بالبرد مثله دواليك حتى كلنا غير لابس.!

اللهم لا تجعلنا ممن فاضت عيونه لتملأ بطنَه، و لا ممن ضحكت سنه لتخفي جبنه.. اللهم و لا تجعلنا قطيع حمير برلماني لا يستجدي إلا علفه و تبنه.. اللهم و لا تبتلنا بما ابتليت به ولد أجاي و ولد ابريهم و زيدان و بنه.

 

حنفي ولد دهاه... تقدمي