كيف نهب ولد عبد العزيز و خلية أقاربه الثروات الموريتانية (2)

سبت, 12/31/2016 - 11:49
سيدى على بلعمش

لا حرمة و لا كرامة و لا حق علينا لمن يخون الوطن. 

 

كان ولد ابريد الليل عنوانا دائما للتخريب في موريتانيا و منصة تأجير لصنع و رفع الشعارات المضللة، استغل كل عبقريته الكبيرة و تجربته الطويلة في تلميع كل الأنظمة الفاسدة و ابتاعها كل ما تحتاجه لبسط سيطرتها على الناس و التحكم في رقابها بأبشع الطرق.

منذ 78 و ولد ابريد الليل يعيش تحت طاولة العسكر ، مرشدا إلى طرق التحكم و مخططا لطرق مشاغلة الرأي العام و صانعا لشعارات التضليل . كان مقال “تفاديا للعار ” وصمة عار ولد ابريد الليل الباقية التي صنعت من ولد عبد العزيز ـ حتى ولد عبد العزيز ـ رئيسا . و الحقيقة أن ولد ابريد الليل يحتاج دائما إلى أنظمة غبية مثل نظام ولد عبد العزيز يملي عليها ما تصنعه و تستشيره في كل كبيرة و صغيرة لتغدق عليه بالوظائف و العطايا.

كان ولد الطائع يقدم واجهة من غير أهله؛ وزراء و مدراء و أمناء عامين ليوهم الناس بأنهم هم من ينهبون البلد، مستخدما إعلاما أكثر حرفية في تسويق الفكرة و وسطاء اجتماعيين أكثر قبولا عند الناس و أكبر مهارات من زيدان و ولد محم خيره و ولد الطيب و ولد أجاي. كان ذكيا في استخدام المال للبقاء في السلطة و استخدام السلطة للتحكم ماديا في رقاب الناس كما اعتمد على تجار ضاربين في القدم من ذويه برعوا في نهب البلد وشراء الذمم، ليكون أكثر إقناعا . أما ولد عبد العزيز فلم يكن يملك مثل هذه اللباقة و لا مثل هذا الدهاء و لم يكن لديه أي وقت لغير جمع المال بأي طريقة متاحة.

لا شك أن ولد الطائع هو من سن في موريتانيا كل طرق الفساد الفاحشة و هو من أفسد كل شيء بإرادة واعية و هو من صنع نخبا من أراذل الناس بلا ضمائر و حارب كل القيم النبيلة و حرم و همش كل العقول النيرة في البلد.

لقد ورث ولد عبد العزيز بنية تحتية مكتملة و صلبة للفساد و الانحراف لكنه كان غبيا كعادته، في استخدام وسائل الهيمنة و النهب لثلاثة أسباب واضحة من خلال سلوكه المريض: الهجل و الجشع و الانتقام من المجتمع.

طريقة ولد عبد العزيز في السيطرة على المال كانت مجنونة و مكشوفة و غبية و متحدية للمجتمع و محتقرة للإدارة.

هيمنة ولد عبد العزيز على الحكم تمت من خلال تدمير السلم الهرمي في الإدارة ؛ الوزير و الأمين العام و المدير المالي و الإداري و رئيس المصلحة و السكرتيرة و الرقيب و العقيد و الجنرال و الملازم (…) لا يستمد أي منهم سلطته من القانون و لا النظم المعمول بها و إنما مباشرة من ولد عبد العزيز و حسب مزاجه المتخلف و المريض، (تماما مثل ما قال عن الدستور في نواذيبو) “ليس سوى قوانين نحن من صنعها و نلغيها في البحر متى شئنا” ، كما فعل بالاثنين بالضبط (الإدارة و الدستور):

من يتحدثون عن وزير أو مدير أو والي أو قاضي أو جنرال في موريتانيا اليوم، بسلبية أو إيجابية، لا يفهمون أي شيء عن ما يحدث. إن الخطأ الوحيد الذي يرتكبه هؤلاء هو أنهم قبلوا أن يكونوا دمى واجهة مزيفة يبرر بها ولد عبد العزيز كل جرائمه. إنهم بالفعل أحقر الناس و أرخصها و أجرمها في حق الوطن ، لكن من يعتقد أن أيا منهم يملك أي قرار ، لا يفهم كيف تدير هذه العصابة الأهلية أمور البلد.

اختار ولد عبد العزيز وزراء ما كان أي منهم يحلم بأن يكون رئيس مصلحة في وزارته. و كان جوابه على نواب الاتحاد من أجل نهب الجمهورية واضحا و مسكتا ، حين قالوا له : “وزراؤك يا فخامة الرئيس يقولون لنا حين ننتقد أداءهم بأنك لا تسمح لهم بأي هامش حرية لعمل أي شيء” . فقال لهم “لماذا لا يقدمون استقالاتهم ؟ لكنهم لن يفعلوا بسبب حبهم للمال”. هذه هي العقلية التي يتعامل بها ولد عبد العزيز مع وزرائه الذين اختارهم على هذه المعايير بالضبط : أن يقبل الوزير و المدير و الأمين العام أن يكون بوا بلا روح ، يجلس بلا أي صلاحية على ذلك الكرسي مقابل راتب شهري هو ثمن مجموعة من الأمور الهامة :


ـ سكوته (لا يحق لأي وزير أن يتكلم في أي شيء لا سلبيا و لا إيجابيا )

ـ تحميله مسؤولية كل خلل في قطاعه عند الحاجة

ـ تبني و تحمل مسؤولية الأوامر الشفهية التي تصدر إليه من ولد عبد العزيز باسمه الشخصي و بأوامر مكتوبة منه حتى يكون هو المسؤول عنها أمام القانون .

ـ كل ما ينجزه قطاعه من أمور إيجابية يكون باسم و “توجيهات ولد عبد العزيز النيرة” و كل ما يحدث فيه من أخطاء باسم و مسؤولية الوزير “البو”.

ـ أن يعترف بأنه استلم ميزانية وزارته كاملة غير منقوصة (لم تستلم أي وزارة قط ميزانيتها منذ تولي ولد عبد العزيز و عصابته الأهلية الحكم)

ـ أن يتولى و يتحمل مسؤولية إبرام الصفقات التي تصدر إليه الأوامر الشفهية من قبل ولد عبد العزيز بتنفيذها ، على حساب الميزانية التي لم تصله. و لا يعنيه إن كانت الصفقة مباشرة أو غير مباشرة، مشروعة أو غير مشروعة، مستوفية الشروط القانونية أو غير مستوفيتها ، تخص قطاعه أو لا تخصه…

و ستثبت التحقيقات (القادمة حتما . و القادمة قريبا إن شاء الله) أن كل هذه الصفقات تعيد كل ما يخرج من الميزانية إلى ولد عبد العزيز و محيطه الأسري الضيق و أن جميع الوزراء و المسؤولين يدركون ذلك جيدا و أن ما يقومون به من جرائم في حق هذا الوطن خيانة عظمى لا تسقط بالتقادم و لا بأي شيء آخر، سيحاسبون عليها حتما مع سقوط عصابة ولد عبد العزيز .

و ما لا يتكلم عنه الكثيرون هو أن بناء السجون و المدارس و المدن (الشامي و انبيكت لحواش) و المستشفيات و الطرق الذي أنفق فيه ولد عبد العزيز أموالا هائلة، هي مجالات عمل شاحناته و شركاته و شركات أقاربه و هي أسهل طرق تبرير مضاعفة الإنفاق على مشاريع لا تساوي 10% من قيمة ما أنفق عليها، حيث يتم تضخيم فواتير الإنجاز على كل المستويات و يتم التحايل في التنفيذ، على كل شيء.

هذه العصابة الأهلية الشريرة ستترك خلفها ضحايا كثيرين : ضحايا لجرائم هذه العصابة الغبية التي طالت كل شيء و ضحايا لجشع أنفسهم الذي دفعهم إلى التواطؤ مع من دمروا بلدهم و أذلوا أهله و نسفوا مستقبله:


لقد بدأت هذه العصابة الأهلية تطوي أمتعتها في الخفاء، مبدية أنها تعيش استقرارا لا مثيل له . و على الموريتانيين أن يفهموا من الآن و قبل أن يتذرعوا بحجج لن تجد من يستمع إليها، أن كل من يشتري منهم أسهما في بنوك أو شركات أو عقارات أو أي أملاك أخرى ستتم مصادرتها و اتهام أصحابها بالتواطؤ و الخيانة العظمى.

انظروا إلى هروب وزراء يحيى جامي إلى السنغال (5 وزراء حتى الآن) ؛ هذا هو مصيركم جميعا ، لكن ما يفوتكم أكثر هو أن الهروب لم يعد يجدي و دول العالم أجمع لم يعد من بينها من يقبل إيواء مجرم في حق شعبه و القوانين الدولية لم تعد تقبل حماية أي جهة لمجرم . إن مشكلتكم الأكبر ليست فقط أنكم جهلة متخلفون و إنما أيضا أنكم جبناء ليس فيكم من يملك شجاعة الاعتذار إلى شعبه قبل فوات الأوان و حين يجثم ولد عبد العزيز على ركبتيه ذليلا أمام إرادة الشعب كما يحدث لخليله الوحيد في الوجود يحيى جامي اليوم، لن يُقبل منكم أي اعتذار. 
أين سيذهب ولد التاه و ولد أجاي و ولد حدمين و ولد محم و ولد الطيب و ولد الغزواني و ولد اغويزي و غيرهم ممن دمروا هذا البلد و أذلوا أهله و أفسدوا سمعته؟
ستلاحقكم جميعا لعنة ولد عبد العزيز و ستعرفون في النهاية أنكم أسأتم إلى أنفسكم أكثر مما أسأتم إلى شعبنا الطيب و بلادنا المستباحة ؛ فالعبوا الآن ما طاب لكم و تزلفوا لهذه العصابة الأهلية الحقيرة ما استطعتم ، لكن تذكروا و أنتم في أوج غبطتكم و زيغكم، أننا حذرناكم من شرور أنفسكم و جشعها أمام من يحتقركم و يذلكم و يسلطكم على شعبكم ..


إن معاقبة كتائب الحقراء التي تدفع بها الأنظمة الفاسدة إلى الواجهة للدفاع عن جرائمها من خلال تشويه الحقائق و الدعاية الكاذبة و مشاغلة الناس بالأباطيل، هي أولوية الأولويات اليوم في موريتانيا : يجب اجتثاث هذا النفاق الذي دمر البلد و أخجل أهله و حولهم إلى ظاهرة كونية يتندر بها العالم أجمع. 
هذا النفاق المقرف المعبر عن درجة انحطاط تجاوزت حدود كل الظواهر، التي يتساوى فيها الكبير و الصغير و الرجل و المرأة و العالم و العربيد و المثقف و الجاهل والغني و الفقير، أصبحت مواجهتها أولوية الأولويات في بلد أصبح فيه ولد عبد العزيز رئيسا و زيدان مرشحا لرئاسة نقابة الصحفيين و محسن ولد الحاج رئيس مجلس شيوخ و افيل ولد اللهاه أهم رجل أعمال و ولد الطيب منظرا سياسيا.

ما وصلت إليه موريتانيا اليوم من الانحطاط لم يعد يطاق على الإطلاق : وحين يقوم الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و عصابة عزيز الأهلية بالتظاهر في الشارع ضد الرشوة و الفساد يوم 10 دجنبر و يقول يحيى جامي يوم 9 دجنبر إنه يلغي نتائج الانتخابات ، داعيا إلى إعادتها من جديد بتنظيم ما أسماه “لجنة انتخابية مستقلة تخاف الله” ، نقول فقط إن مثل هذه الخرجات المسرحية مشهود جدا في تاريخ المكر البشري بشهادة “خرج الثعلب يوما في شعار الواعظين”

لم يكن من المألوف في البيانات السياسية الأمريكية و الأوروبية المدينة لتصرفات طغاة تجاوزوا حدودهم، أن يتم تحذير المؤسسة العسكرية بوضوح و بمثل هذه اللهجة المهددة، و تحذيرها من التواطؤ مع الطغيان مثلما فعلت الخارجية الأمريكية و الاتحاد الأوروبي مع الأرعن الثاني يحيى جامي و إذا كان ولد محم خيره و ولد أجاي و ولد الطيب و ولد حدمين و أمثالهم من الحقراء يعتقدون أن الممثل الحصري لإيراد الدواجن في موريتانيا، جنرال الباكوتي ولد الغزواني هو من سيقف في وجه العالم لحماية دمية الشيفون الملطخة بدماء الموريتانيين و أدران النهب و الرشوة و الاختلاس و المخدرات و تزوير العملات و تهريب السلاح و تبييض الأموال في جرائم مشهودة تجاوزت حدود البلد و القارة و العالم، فهم مضحكون فقط.

و يظل الأغبى من هؤلاء جميعا هم من يعتقدون إمكانية استمرار ألاعيب التوريث و فبركة نسخ الأنظمة في طبعات جديدة من خلال التزوير و التحايل : إلى هؤلاء أقول ، أنتم تعيشون خارج الزمن ؛ أوقفوا لحظة، نهبكم للدولة و انظروا من حولكم فأنتم محاصرون من كل الجهات و لا مهرب لكم إلى غير ما خلقتم له.


 أمثال ولد عبد العزيز و جامي و اغباغبو و شارل بلي غودي لم يعد لهم مكان في التاريخ في غير السجون و من يرى وقفة العالم أجمع ضد يحيى جامي و لا يفهم أنها آخر حلقة من مسلسل درامي لا ينتهي عادة بغير نهاية أبطاله، يهرب من حقيقة لا يجدي الهروب منها. لقد طويت صفحة ماضي مثل هذه الأحكام منذ اعتقل ضباط أمريكيون في مكافحة تجارة المخدرات في عرض البحر، في منتصف إبريل 2013 ، صديق ولد عبد العزيز الحميم الذي كان يزوره باستمرار في مهام غامضة، الآدميرال “خوسيه أميركو بوبو نا تشوتو” قائد القوات البحرية السابق في غينيا بيساو. و يخطئ من يعتقد أنه كان يزور ولد عبد العزيز في الله و يخطئ أكثر من يعتقد أن أمريكا لم تحصل منه على كل ما كانت تريده في المنطقة، لكن قوة أمريكا في طول نفسها و خبرتها في جمع المعلومات و مهاراتها الكبيرة في استعمال الطعم للأغبياء المتهورين.

و تتم الآن محاكمة المجرم حسين هابري على ما ارتكبه من بشاعات في حق شعبه و محاكمة العصابة العسكرية التي أسقطت الرئيس المدني المنتخب في مالي ، آمادو توماني توري ، بقيادة الجنرال آمادو هايا سانوغو و 17 من رفاقه بتهمة الاختطاف و الإعدام و التواطؤ …

لن يتنفس العالم الصعداء قبل تصفية هذه العصابات الشريرة التي لم يبق منها في القارة غير ثلة صغيرة تطاردها آثامها قبل الجميع ، على رأسها وحيد القرن عمر البشير و الطاغية إدريس دبي إيتنو الذي يتقاضى أكبر راتب رئيس في العالم في إحصائيات 2016 (حوالي 64 مليون أورو) في حين يموت شعبه جوعا و ولد عبد عزيز الذي يعتبر كل ما في البلد ملكا له و عصابته المتورطة في كل جرائم العالم قبل الوطن. و حين تأتي لحظة محاسبتها سيذهل الجميع مما اقترفته في حق هذا الوطن البائس من جرائم لا تغتفر ستتجاوزهم إلى المسهلين (من وزراء و مدراء و ضباط سامين…) و المؤيدين (من سياسيين و برلمانيين و دبلوماسيين…) و المطبلين (من أمثال ولد الطيب و ولد محم خيره و غيرهم من جوقة الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و مفوضيات اتحاد الأدباء و نقابة الصحافة و رابطة الأئمة و مجلس الإفتاء و اتحادية المخابز و ممثلية سامسينغ و دكان (CDD) و شركة ، الشركاء كلهم في الدعاية لهذه العصابة المجرمة الحقيرة التي دمرت موريتانيا بأقل وازع من ضمير و لا مسؤولية …) .

سأحاول في هذه السلسلة من المقالات ذكر أو التذكير على الأصح، ببعض جرائم نهبهم و فسادهم و تحايلهم و إفلاتهم من العقوبات و بعض جرائمهم ضد الإنسانية التي شملت القتل و التعذيب و إطلاق النار بغيا على الأبرياء و الإذلال و التجريم بالقرابة و انتهاك كرامة الناس و الاعتداء على حقوقها (…) حتى تظل جرائمهم حاضرة في الذاكرة الوطنية المشحونة بالأكاذيب المضللة و المعلومات المشوهة و المغالطات المفبركة على المقاس.

و أريد هنا أن أؤكد لهم و لأزلامهم الحقراء من ولد حدمين إلى زيدان ، إذا بقي منكم شخص واحد لم ينل عقوبته مضاعفة ، فتأكدوا أننا كلاب.

يتواصل

تقدمي