فتوى..ذكر أموال الددو جريمة...

أربعاء, 01/20/2016 - 23:28
محفوظ ولد الجيلاني

أثار مقال "الددو، كو. لمتد" زوبعة من الردود، تسب كاتبه، وتشيد بالشيخ علما وورعا...إلا أن أيا من تلك الردود لم يتناول موضوع المقال وهو حرص الشيخ على جمع  المال بشتى الطرق... لم يقل أحد... رقيا الشيخ لا تباع في محطات البنزين، وعند إشارات المرور.
لم ينكر أحد... دخول الشيخ في شراكة مع شركة اتصالات تستخدم صورته مثل صور عارضات الأزياء، ولاعبي كرة القدم، للترويج لمنتجاته هو التي تسوقها الشركة. لم يدع أحد...

أن جامعة ابن ياسين تقدم دروسا بالمجان لأبناء الفقراء. لم يثبت أحد...
أن الشيخ لا يتقاضى أجرا مقابل ظهوره في البرامج الدينية. ولم يقل أحد إن ال V8 إعارة، أو تأجير...

فلماذا الغضب من ذكر الحقائق؟ إذا كان يليق بالشيخ جمع المال فلماذا يعد سرد أنشطته الاقتصادية المدرة للدخل، واستثماراته المربحة أكلا للحوم العلماء، وإساءة إليه. لم يتعرض أحد لعلمه، ولا لعرضه، وإنما تحدث عن بعض ماله، وما خفي كان أعظم. أنتم غاضبون لذكر أموال الشيخ، وهو حي يرزق، يمكن أن يفند الإدعاءات، ويقاضي أصحابها، لكنكم تتهمون من فجع فيه أهله ووطنه منذ أسابيع فقط بأموال لا دليل لكم عليها، وتعدون جرمكم من فعل الخير..( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
إذا كان الشيخ عالما جليلا، ومفخرة لكم، فلماذا لا يسلك سلوك غيره من العلماء القدماء والمعاصرين.
أنبئوني بعالم جليل من السلف كان يبيع الرقيا، وتأجره العامة على الفتوى. حدثوني عن عالم جليل معاصر يملك جامعة حرة تعطي دورات في السكرتارية، وتدرس الاقتصاد والتسيير، والتاريخ، وكل فروع المعرفة التي تقدمها الجامعات الحرة التي يملكها مستثمرون...
حدثوني عن ثروة ولد سيدي يحي، واستثمارات الحاج ولد فحف... تشهدون للشيخ بالورع والتقوى..
ستكتب شهادتكم وتسألون. التقوى والورع شيء في القلب، وأول دليل عليه الزهد في زهرة الحياة الدنيا وزينتها، لا جمعها والاستكثار منها... كلكم تلهجون بهذه الجملة، وعساها لا تضر صاحبكم..
عالم جليل، وتعلمون الحديث الشريف.." عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ،...
وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ،..."
إن أردتم الخير لشيخكم فانصحوه بالاختيار بين ما عند الله وما عند الناس؛ بين سيرة الأنبياء الذين زكاهم الله فقال فيهم (اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون)، وبين جمع المال من الاستثمارات السياسية والاقتصادية، وبيع الرقيا، والفتيا، والأحلام. صدق المثل الحساني (أستر واتحلقيم ما يخلط).