التوتر السعودي الإيراني..... بوادر حرب في الشرق الأوسط

ثلاثاء, 01/05/2016 - 10:58

تسارعت ردود الأفعال على إعدام المملكة العربية السعودية لرجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر. ففي وقت متأخر من مساء الأحد أعلنت الرياض، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وأمهلت الدبلوماسيين الايرانيين 48 ساعة لمغادرة أراضي المملكة.
جاء ذلك عقب اقتحام جموع غاضبة من الإيرانيين مبنيي السفارة والقنصلية السعوديتين في كل من طهران ومشهد في ايران والاعتداء عليهما بزجاجات حارقة.
وبالإضافة إلى ايران خرجت أبناء الطائفة الشيعية احتجاجا على إعدام نمر باقر النمر في كل من العراق ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان إضافة الى مدينة القطيف السعودية في المنطقة الشرقية من البلاد.
واستمر تبادل الاتهامات بين الرياض من جهة وطهران وحلفائها من جهة ثانية على مدى يوم الأحد. ففيما اعتبر المفتي العام السعودي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ “تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الجناة الإرهابيين رحمة للعباد ومصلحة لهم” رد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا إن “الانتقام الإلهي” سيحل بساسة السعودية لأنهم أراقوا دماء شهيد دون وجه حق”.
وفي بيروت أدان بيان لحزب الله ما وصفه باغتيال النمر وقال “إن السبب الحقيقي وراء إعدام الشيخ النمر هو أنه جهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم”
وفي اليمن نعت حركة الحوثي رجل الدين الشيعي واصفة إياه “بالمجاهد”، في حين وصف الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق إعدام النمر بأنه “يهدف إلى إذكاء الفتنة بين السنة والشيعة”.
واتسم رد معظم الدول العربية والخليجية في بدايته بدعم موقف الرياض وإدانة حادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران. إلا أن بعض تلك المواقف اتخذت منحى التأييد القوي للرياض. وبحلول ظهر يوم الاثنين أعلنت وزارة الخارجية دولة الامارات خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، واستدعت سفيرها من طهران.
بعد ساعات قليلة أعلنت مملكة البحرين قطع علاقاتها مع إيران وإغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى طهران. وعزت الخارجية البحرينية قرارها “لتفاقم التدخل الإيراني السافر والخطير في شؤون البحرين، وشؤون الدول الخليجية والعربية”. وأعقب قرار البحرين إعلان مماثل من الخرطوم بقطع العلاقات الديبلوماسية فورا مع طهران “تضامنا مع الإجراءات السعودية في مواجهة وردع الإرهاب” حسبما جاء في بيان وكالة الأنباء السودانية.
وفيما يتواصل تبادل الاتهامات بدعم الجماعات الإرهابية بين السعودية وايران دخلت الدول الكبرى على الخط في محاولة لتهدئة الوضع والحيلولة دون خروجه عن السيطرة. ففي واشنطن قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية ان العلاقات الدبلوماسية ضرورية لحل الخلافات بين الدول. وفي موسكو نقلت وكالة الانباء الروسية عن ديبلوماسي كبير استعداد بلاده للتوسط بين الرياض وطهران.
وفي لندن حذرت الخارجية البريطانية من ان نشطاء في المنطقة سيحاولون استغلال التوتر بين السعودية وايران. في الوقت ذاته دعت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي فريدريكا موغريني وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إلى ضبط النفس محذرة من أن الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها باتا على كف عفريت.
ويبدو أن توقيت إعدام السعودية لرجل الدين المعارض نمر باقر النمر وردود الفعل الدولية عليه، من قبل ايران وحلفائها، سيزيد حتما من شدة التوتر الطائفي في المنطقة بين السنة والشيعة. فالسعودية وايران تتواجهان في أكثر من ساحة حرب.
ففي اليمن تقود الرياض تحالفا عسكريا ضد جماعة الحوثيين الشيعية المدعومة من إيران. وعلى الجبهة السورية يقف البلدان على طرفي نقيض حيث تدعم طهران بقوة الرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود للمملكة العربية السعودية.
إضافة الى هذا التوتر بعثر إعدام نمر النمر الحسابات السياسية لواشنطن والدول الغربية التي خرجت للتو من مرحلة توتر العلاقات مع طهران وتعمل على توظيف الوضع الجديد معها للتوصل الى حل سياسي لحرب مدمرة في سوريا يرضي حليفها التقليدي في الرياض دون إثارة غضب طهران.
فهل يؤجج التوتر الايراني السعودي الحرب الطائفية في الشرق الأوسط؟هل يمكن تفادي التصعيد بين البلدين؟هل بعثر إعدام نمر النمر حسابات واشنطن في المنطقة؟هل بوسع الدول الغربية التدخل لوقف انزلاق المنطقة نحو حرب طائفية. 

 

بي بي سي