العرب.. المصالحة مع الذات و ثقافة اللونين

خميس, 12/10/2015 - 16:44
البشير ولد  بيا ولد  سليمان

 أهل الشام أهل خير و لا يستحقون إلا الخير , السوريون ادري ببلادهم وهم اعلم برئيسهم بشار..هب أن العالم الإسلامي وقف في الحياد ..إلا انه ثمة قاعدة فطرية سليمة يعترف بها الكل وهي انه لا خير في امة تسب أصحاب  رسول الله صلي الله عليه و سلم وأمهات المؤمنين و يدعي أصحابها أنهم يحبون أهل البيت .. و بعيدا عن السياسة و الدمار و الحرب يجمع الكل أن أمثال هؤلاء من أصحاب  ( التشيع المجوسي ) لا يقفون أبدا في كفة الحق .. التشيع المجوسي منطلقه :  سب الصحابة و أمهات المؤمنين , اتخاذ الحسين رضي الله عنه إله ,  التباكي علي أهل البيت , الترويج لمدينتي قم و كربلاء ولأفضليتهما علي مكة والمدينة , ربط الأجيال بفكرة غيبية مستقبلية  ( ظهور المهدي )  وصرف الأذهان عن ماضي الأمة  وعن سيرة المصطفي  صلي  الله  عليه  و سلم  وسيرة أصحابه  و أمهات  المؤمنين...

نزعة فارسية صرفة , إمبراطورية فارس (غير الإسلامية ) , وجدت الطريق لتتحرك .. بدأت بتحدي مشاعر مسلمي العالم بإعدام الشهيد صدام حسين يوم عيد الاضحي .. رسالة مفادها : لكم دينكم وعيدكم  و لنا ديننا وعيدنا .. رسالة  أخري  نحن أهل فارس عائدون .. ضممنا  العراق و سوريا و الي بلاد الحجاز و الجزيرة زاحفون .. انتقام حضاري  لا علاقة له  لا بالممانعة و لا بالقدس و لا بالدين بل هو اللا دين  و وثنية المجوس .. أما حجة الممانعة و معاداة اسرائيل فمكشوفة و مفضوحة .. و الأيام كفيلة بإثبات أن هؤلاء حلفاء حقيقيون في الخفاء لإسرائيل .. و سيعرف العالم أكثر أن عبارة الشيطان الأكبر التي يرددون باستمرار ماهي الا تطبيق لمبدإ التقية ( الذي هو النفاق و إظهار عكس ما يضمر  ) ..

الغرب لم يعد تلك الأمة التي فيها بقيت خير .. بل تحولوا الي عبيد لليهود ,استعبدوهم وأبعدوهم عن كنائسهم انتقاما منهم , حولوهم الي اللا دين و تحولت مبادئهم الي شعارات .. حرية ..عندما يتعلق الأمر بصور مسيئة لافضل الخلق محمد صلي الله عليه و سلم  وحظر و جريمة  عندما يذكر اليهود بسوء ( معاداة السامية ) .. ازدواجية في المفاهيم و المواقف , نفاق سياسي , اخلاقي , نهب اقتصادي .. استعمار آخر , يحاولون اخفاءه عن شعوبهم , و انهم اهل حضارة , و احترام أقليات و حقوق انسان وحريات و و  , و كلام كثير معسول كاذب وتناقض أوقعهم و اوقع العالم فيما هوعليه اليوم .

مؤامرة خارجية و إرهاب دول .. جعل من العراق حقل تجارب , قصفوه باليورانيوم ومختلف اسلحة الدمار.. يوميا ملايين الأطفال المشوهين .. الأرض و الحرث و البحار لوثت .. جاهل همجي راعي بقر دفع بالعالم لحرب مدمرة لم تعرف البشرية لها مثيل .. تحدي إنساني و تدمير أسوأ  بكثير من هيروشيما و ناكازاكي .. حضارة بابل , بغداد عاصمة الإسلام  تسوي بالأرض .. همجية صفق لها الكل والعالم اليوم يدفع الثمن .. مع او ضد  ,  ثقافة  اللونين.. اسود و ابيض و تناسي صاحبها الأحمق ألوان الطيف العديدة الاخري ..  الشارع  العربي ,  المثقف  العربي .. تلك الثنائية انغرست في أذهان الكل .. مع  بشار  ام  مع  اردوغان .. مع تركيا  ام  مع  ايران .. مع  مبارك  ام  مع الاخوان .. مع  امريكا  ام  مع  روسيا .. مصير أمم تحول الي مواقف مع فلان و ضد علان ..

صراعات سياسية , مصالح , تجارة , أشخاص مقابل اموال , مواقف مقابل نفط .. الدين  براء و تعاليمه واضحة .. " ولا تزر وازرة وزر أخرى ".." و ان ليس للانسان الا ما سعي  و ان سعيه سوف يري " .. فلا يأخذ هذا بذنب هذا .. والضيف علي ارض الإسلام يظل ضيفا , و إن حارب قومه الإسلام  فهو في أمان و سلام , هكذا علمنا الإسلام .. إنها مشاكلنا الخاصة , مؤامرتنا الداخلية  فلا منطق من إسقاطها علي الإسلام .. خلافات , قراءات مختلفة , علاقة  الحاكم بالمحكوم .. الظلم يتفشي بين ظهرانينا .. العدالة تتراجع.. عبادة الذات تتنامى , التطاول في البنيان والتغني بالأمجاد .. بني ذبيان , بني بكر , بني عبس يحكمون اليوم و لا شيء غير بني عبس .. علي الكل قبول ذلك .. الدولة هي انا .. السلطة  و السلطوية و التعلق بالحكم شيء في الدم في  بنية العقل العربي , كنا رعاة وهذبنا الإسلام , لكن ظلت رواسب "علاقة الراعي بالقطيع"  ذاك واقعنا,  فلنتقبله بروح رياضية ..

 

مؤامرة داخلية لا بد من الاعتراف بها  ,  مع الشارع  مع جيران الحي  مع  مؤسسات الدولة , ساعات الدوام , إشارات المرور , اختراق الطوابير .. ظهور المتفيهقين والقراءات الخاطئة للدين .. كل يدعي انه سنة, أهل موريتانيا يعتبرون انفسهم هم السنة .. اهل قطر .. اهل باكستان .. اهل ااوروبا  .. اهل مالي ,  مصر .. اهل السعودية كل يصنف نفسه سنة .. السنة الحقة هي سنة المصطفى صلي الله عليه و سلم , محجتها واضحة جلية  .. لا تشدد لا تطرف لا ارهاب , لا مذلة , لا مسكنة , لاهوان .." لا مقبوضة و لا مبسوطة "  يد الإسلام  و محجته  وسطا , و كل المسلمون في العالم معنيون بالإسلام ..فلا وصاية للسنغال  ولا لمسلمي آمريكا و لا لمصر و لا الصين  و لا المغرب و لا ساحل العاج  ولا السعودية ولا اي بلد كان معني دون غيره بالذود عن هذا الدين او نشره .. مسؤولية الكل , و الدين من السماء ثابت لا يتغير و لا تلوي عنقه ليساير مواقف و مصالح و سياسات و علاقات أشخاص أو أمم  

موضة غريبة :   هل انت  سني  هل انت  شيعي  .. صوفي .. هل انت  مالكي   .. حنبلي .... ما عقيدتك و هل تعرف توحيد الالوهية و الربوبية ؟ .. يا أخي  انا مسلم ( من عامة المسلمين ) ولا تهمني هذه التسميات و لا اعرفها  .. قلة حياء ان يسأل المسلم العامي ( غير العالم ) أخاه المسلم الذي يلتقي به لاول  مرة فيسأله عن عقيدته  .. موضة غريبة  ساهمت في هذا التطرف الحاصل اليوم ..التسرع في تصنيف الأمور بدع ( البدعة ضلالة ).. تكفير الناس .. سهولة إصدار الفتاوى و الأحكام ..كلها من صور المؤامرة الداخلية واستئصالها أولى ..هي مشاكل الأمة الداخلية , ولا معنى لإسقاطها علي الأخر غير المسلم.   

 دول عربية .. شيدوها .. بني تحتية  شوارع  جامعات ... و بعد ذلك دمروها .. لماذا ؟ ..الحجة : مكانتي , مقعدي , مصلحة بلدي  .. لا بديل .. ارحل .. لن ارحل .. اتركها  لمن ؟ .. خطاب الممانعة , القومية العربية , العروبية ... كله مكشوف .. الحقيقة  هي  انا  و بعدي  فلياتي  الطوفان .. واقع  لا بد  من الاعتراف به  

الجيش العربي السوري جيش أبي شهم  فيه مروءة و رجال و تحكمه الي جانب  قواعد الحرب والقتال  تعاليم الإسلام النبيلة  ..  و لذلك  فلا  أحد يصدق  أبدا  أن يأخذ طيار حربي عربي مسلم برميل نفط مشتعل او صاروخا  او قذيفة  و يرميها علي حي شعبي سكني في أي جهة من العالم فأحرى ان كان أهلها من أبناء جلدته  .. فثمة أعراف و أخلاق عسكرية .. فالمظلي لا تثقب مظلته في السماء بل يترك حتي يهبط علي الأرض و عندئذ يحارب .. فعلي من يدعي الممانعة و الصمود في وجه اسرائيل ان  يعرف ان الميدان  في سوريا تغير ليديره قادة وحدات من غير العرب .. وليكن ايضا متيقنا ان الطيارين  الذين  يرمون البراميل  ليسوا طيارين عرب .

..  وتبقي عزة العرب في الإسلام  و لا غير .. لا في النفط  و لا الغاز  و لا السياسات  ولا بوضع قدم هنا و أخرى هناك و تقزيم كل ما هو إسلامي , و التنابز بالألقاب , إسلام سياسي , حركي , اخواني , سلفي , علماني , قومي , ناصري , بعثي ... ألقاب دخيلة كلها تلفظها الامة و ترفضها .. حملها المثقف العربي و روج لها  ليخفي ضعفه و هزيمته ...  العزة يا عرب في الإسلام و رفع الظلم و مراجعة الذات و التحرر من عقدة السلطة و السلطوية و التعلق بالحكم ( مصيبة العرب ) .. العدالة .. العدالة  " اعدلوا هو اقرب للتقوى " .. العدالة و الأمن توأمان ..و الأمن هو ضالة البشر .. فيا أيها العربي .. كن عادلا في بيتك و مع جيرانك و مع شعبك و لن تجد إلا خيرا .

 

البشير ولد  بيا ولد  سليمان

[email protected]