نحو دولة القبائل !

اثنين, 01/10/2022 - 00:04

بعد مرور أكثر من سنتين على حكم غزواني لم يعد خافيا للمتبع للشأن العام أن الرجل كان يسير بهوة سحيقة نحو انشاء دولة قبائل تنتمي إلى العصور المظلمة وقد هيأت له صدفة الضرورة أن يغير الواجهات حتى احتلت تلك القبائل اعلى  المراكز القيادية في السلطة وكان من نتائج هذا ((التغيير)) الرجعي أن يسحب الأرض من تحت أقدام  الوطنيين فكان المشهد واضحا :
* تشويه صورة ولد عبد العزيز وسجنه  واضعافه حتى يتسنى تغيبر الواجهات دون ضجيج فكان: 
* التعيينات الماضية للمجلس الأعلى للقضاء وتوشبح قطب التحقيف.
* تغيبر واجهات المؤسسة العسكرية .
*  تعيين مديرا عاما للجمارك .
* انشاء رابطة  لرجالات الاعمال القادمين من الخلف  .
* اعطاء الضوء الاخضر لمجموعة من الصحافة الأجيرة والقبلية من أجل تشويه صورة ولد عبد العزيز.
* رشوة المعارضة بجميع اطيافها .
 
ولم  يكن من قبيل الصدفة أن تكون هذه الواجهات  إلا تعبيرا  خالصا للدولة العميقة التى  كانت من أهداف  الرئيس الحالى وحرص على انشائها بصمت لكي يتسني له   إنهاء  ولد عبد العزيز    وهي البذرة التي تحتاج الى حرث الأرض من جديد وعرضها للشمس..وهكذا هم الذين يقتلون القتيل ويجرؤون على السير في جنازته بل ربما ينصبون بينهم مزادا علنا لبيع الجثة ! 
دخل ولد عبد العزيز - بعد جلطة ألمت به داخل السجن -على بطء المستشفي العسكري وعلى بطء شديد حولوه إلى مستشفي القلب وقد أومأت لنا   الأحداث التي صاحبت الفعل إلى أنها  كانت محاولة قتل وربما كانوا ينتظرون نهايته في المستشفي العسكري إذ كيف لشخص مصاب بجلطة دموية وانسداد خطير أن يظل في المستشفي العسكرى بعض الوقت ولكن شاءت القدرة أن ينجوا من المكائد والفخوخ وكان مستشفي القلب  بمثابة نهاية  الحلم المنشود حيث تلقي العناية من اطباء  أكفاء  فتم فحصه بالقسطرة التي اظهرت انسدادات داخل الشرايين ثم تم علاجه بالقسطرة . لقد تمكنوا  في  النهاية من اضعاف جسد الرجل ولكنهم لم يتمكنوا من اضعاف عزيمته.. ورغم ذلك راحوا يحتفلون من وراء  الستار  بما حل به فكان وزير العدل في بيانه الغير متزن اخلاقيا يصفه بالديمقراطية الاحتياطي ! وكان الهجوم  السافر على انصاره واهله أمام مستشفي القلب  يعبر عن وجه الدولة البوليسية الممقوتة.. وكان رجل الأعمال ولد بوعماتو  والأممية الزائفة التي أعلن من خلالها هجومه على ولد عبد العزيز وهو طريح الفراش تعبر بشكل صريح أن للأخلاق أهلها وأن " العصر الذهبي" و " المدينة الفاضلة" و "دبي إفريقيا" التى تحدث عنها  مجرد أوهام .. و أن الحكاية لا تتجاوز الاستراتيجيات الاقليمية التي وضعتها قطر والصهاينة  .. لذلك يخلو  هذا الخطاب غير الوطني  من حق المواطنة الكاملة ويتضمن الحكم نفى الآخر وتتداخل المصالح الأجنبية على أدوات وطنية تنفذ لها ما تشاء على حساب الوطن  وكان ولد عبد العزيز في هذا الاتجاه مختلفا جذريا مع الآخرين .
إن حركة التاريخ الانساني عرفت من الدكتاتوريات المعصومة من الخطأ والمبعوثة من العناية الالهية ما لا يقع تحت حصر ولكنها عرفت في المقابل  الصراع البطولي للشعوب التى خلقت في أزمان مختلفة و انظمة متفاوة  العديد من القادة الوطنيبن وكان ولد عبد العزيز واحدا منهم. 
يتواصل..
القاظى مولاي أحمد