انفتاح وانفتاح مضاد !

أربعاء, 01/05/2022 - 15:31

إن (( الإنفتاح)) الديمقراطي الذي قام به الرئيس الحالي منذ جلوسه على الكرسي ، قد أتى ثماره الموضوعية في انفجار  الصراع الطبقي و الاجتماعي ، وأتخذ أشكالا عديدة من التعبير العلني .. لذلك فكر غزواني في اقامة حوار جديد بين مختلف القوى والفئات الاجتماعية من خارج حزب الاتحاد وتم اختيار ممثلي هذه القوى بمعرفته هو واجهزة الحكم المحيطة به. وكانت المفاجأة الكبرى أن الخط العام المشترك بين هذه الواجهات التي اختار  وواجهات أخرى تحملان تناقضا جذريا في الأهداف ولم تكن رياح  الثورة  المضادة غائبة عن بعض الوجوه  الأمر الذي جعل الكنتي يهمز ويغمز  بأوامر عليا (...) ! 
وهنا بدأ غزواني يفكر على نحو مختلف . لم يتراجع عن الحوار هكذا يبدو من القشرة الخارجية  ولكنه بدأ  تحت ظل هذه القشرة  يطلب من وراء الستار  خطا فكريا جديدا  ( احترام الرموز). وكانت السخرية من هذا التفكير قد ملأت الجو المشحن أصلا بكافة الأزمات. لم تكن هناك أبدا قرارات اقتصادية ولم يكن هناك مايطبق عمليا على ارض الواقع غير الانفتاح الديمقراطي الذي تسبب في ضياع المجتمع والذي أدي الى ما يلي :
-  أزمة تنموية حادة فيما  يخص المواد الغذائية الأساسية ،تتخذ الأزمة حينا شكل  الإتفاع الجنوني  للأسعار و حينا آخر شكل الإختفاء التام للسلع الضرورية.
- كذلك الهبوط الشنيع لمستوى الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية بينما تقتصر العيادات الخاصة على علاج النافذين والقادرين.
- ازمة اسكان بالغة الحدة وازمة المواصلات .
- انخفاض مستوى التعليم الى ادنى مستوى عرفته البلاد فى تاريخها الحديث.
ومعني ذلك أن كل ماقام به هذا النظام هو : -

-أنه يخدم مباشرة مجموعته القادرة على الاستيراد والتصدير وشراء السيارات وأن الدولة  التي لم تستطع التغلب على السوق السوداء قررت الاعتراف ضمنيا بها وأكثر من ذلك أن تدخل شريكا أساسيا فيها . 

- أن الأموال المحولة عبر الطرق الغير شرعية هي التى تستخدم لشراء آلاف السيارات المستعملة والتى تخرج من الميناء وقد وصلت ميناء الصداقة   أكثر من  8500  سيارة مستعملة حطت بعد تاريخ تنفيذ القرار  فى ميناء الصداقة  وسيصبح الميناء والعاصمة بعجون باوساخ اوروبا و هذا  لا يتناسب مع  تطور الدولة وحاجتها للسيارات الجديدة فى واجهتها ومحافظتها على البيئة.

- بينما تجني الشرائح القريبة من ولد الغزواني ثمار هذا التحول الاقتصادي الصريح .....  وتجني الطبقات الشعبية ثمار هذا التحول بمزيد من الفقر والحرمان والعجز - حتى-  عن العمل.
-  إن  استثمار الاموال المحولة عبر  عمليات تهريب واسعة النطاق لأموال الشعب التي كانت تدور بين المسئولين وزمرة من ما يسمى رجال  الأعمال الجدد  كان  ذلك كله مُضرا  بخطة التنمية وهو عبء اقتصادي على كل الخطط وهو ايضا عبء سياسي على مرحلة التردى التى نعيشها .
ولم يكن الاقتصاد بمعزل عن السياسة فقد تم ذلك كله في اطار الغاء قانون تحريم استيراد السيارات وهو القانون الذي تم تفعيله في فترة الرئيس السابق !
تعكس هذه الأمور وغيرها صراعا اجتماعيا ضاربا وكانت الايجابيات القليلة فيها تأخذ طريقها الى التطبيق بمشقة وعسر، وكانت السلبيات تهرول على عجل في سبيل التنفيذ. . وكان خطاب غزواني في وادان - في جوهره- حبرا على ورق ولم يكن  يخاطب الطبقات الاجتماعية فلقد كان اقرب الى رد الفعل ازاء الاحداث الخانقة .. أكثر من الفعل . وكان مجرد سجن ولد عبد العزيز أيا كان الى الأسوأ أو الى الأفضل فلم تعد هناك الشخصية التاريخية القادرة على تأميم الصراع الطبقي أو كبح جماح الديمقراطية ولجمها .. بل أصبح الزئير الجماهيري الهاتف بضرورة التغيير  يقترب.. ويقترب.
يتواصل ..
القاظى مولاي أحمد 

-