البهتان الذي رمي به الديوان

أحد, 11/08/2015 - 21:51
 عثمان جدو

من المعروف أن الديوان في أي وزارة كان؛ يعنى بترتيب الأعمال وتنظيم الشؤون وضبط القضايا داخل تلك الوزارة ؛ فهو إذا مكمن السر وضابط التوثيق .

وبطبيعة الدور الذي يلعبه الديوان والذي يتسم بالحساسية والدقة ؛ عادة ما يتم اختيار المسؤولين في هذا المجال على معايير منها الكفاءة والجدية والإخلاص والانضباط الوظيفي وإبعاد أسرار الوظيفة عن حديث الصالونات والنوادي ؛ التي يضر تداولها للقضايا الوطنية الحساسة بالمصالح العليا للبلاد ، ويعرضها إلى تحليل القصر وتحريف ونقل كل مطير ..

إن ما أذيع في بعض المواقع عن تسريب معلومات هامة بشكل مستمر عن طريق ديوان الوزير الأول دون علمه ليعد مسخرة في صياغته وفي ظرفية تناوله ، لقد روج أصحاب هذه الحكاية المغرضة ؛ التي يهدف أصحابها من خلالها قبل أي شيء آخر إلى إحداث تشويش إعلامي على الجو الإداري العام والفريد الذي تتمتع به الوزارة الأولى وبه تتميز عن بقية الوزارات التي أصبح البعض منها أقرب إلى السوق منه إلى منشأة إدارية أيا كانت طبيعتها ..!

إن حديث هؤلاء عن تسريب المعلومات التي تتعلق بكيفية استقبال الوزير الأول للوجهاء وقادة الرأي في مكتبه وطريقة التعامل معهم مجرد محاولة يائسة لتوليد التحامل من رحم الافتراض وسباحة شاقة في مكان أختفت منه المياه فصار يبسا ..

إن ما جعل الوجهاء وقادة الرأي السياسي ييممون وجوههم ناحية مكتب الوزير لم يأتي اعتباطا ولا هو بخبط عشوى ، إنما لإدراكهم التام بتواضع الوزير وفتحه الصدر الرحب للجميع واستعداده لإنصاف المظلوم وقضاء الحاجة لذا الحاجة المستحقة للتدخل والقضاء ؛وهذه لعمري شنشنة أفاضل يعجز العيب أن يتسلل إليها .

إن المفلس في النقد عندما يعدم الحجج لا غرو في أن يتلمس المآخذ والعيوب في مكان نقيضها ، وما حكاية الحاكي عن صرف معظم الميزانية المخصصة لهذا العام إلا دليلا يعضد ما ذهبنا إليه آنفا ؛ فموقع الخرينة العامة يثبت بالأرقام زيف هذا الافتراء وبطلانه من ادعاء ؛ ويكشف أن أغلب الوزارات صرفت نسبا أكثر من صرف الوزارة الأولى من حيث نسبة الإنفاق .. إذا لم التحامل ؟ ولم تركيز النقد في المكان الخطأ ؟ .. ربما لقلة توفيق تصاحب طرح بعضنا أحيانا ...!

إن هذه الحكاية تعيد إلى الذاكرة تلك المحاولات التضليلية التي باءت كلها بالفشل وأثبتت الأيام كذب منجميها على كثرتهم ..

أين الأخطار التي كان ينتظر هؤلاء من التلوث الماضي لشواطئنا ؟ 
أين الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر ؟ 
وأين ذهب التوتر مع السنغال والكوت ديفوار؟ 
أين كارثة الجفاف ؟ ، حتى موضوع الحمى النزيفية صاحبته مبالغات وتكلف زائد ؛ فلو كانت الصورة بحجم التوصيف تماما لكان الوضع الآن كارثيا .. بالرغم من أن لنا مآخذ جمة على بعض الفاعلين في قطاع الصحة خاصة حينما يتعلق الأمر بإهمال ورعونة بعض الأطباء في حالات عادية جدا تثبت بساطتها عند أبسط فحص خارجي ..!

إننا ننتظر من الحكومة إنشاء صرف صحي يليق بعاصمتنا ، كما ننتظر منها التركيز على المشاريع الجمعوية ودعمها من أجل المساهمة في محو الفوارق الاجتماعية والقضاء على مخلفات الإرث الإنساني وتدعيم أسس اللحمة الوطنية ، كما نتطلع إلى إقامة مشاريع تنهض باقتصادنا الزاخر بالمقدرات إلى مصاف اقتصاديات الأمم المتقدمة ، لكن كل ماتقدم لا يحملنا كما حمل غيرنا على تكلف النقد والمبالغة في التشاؤم .

عثمان جدو