كوبا أميركا.. موطن المنافسة الشرسة والأسماء اللامعة
الأربعاء, 03 يونيو 2015 09:01

altaltربما افتقدت النسخ الأخيرة من بطولات كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لكرة القدم، البريق الذي اتسمت به في نسخ سابقة، ولكنها نجحت في الحفاظ على كبريائها ومكانتها ضمن أبرز بطولات الساحرة المستديرة نظرا لمشاركة أفضل وأبرز لاعبي العالم في منافسات هذه البطولة.

ومن المؤكد أن بطولة كوبا أمريكا 2015 التي تنطلق فعالياتها في تشيلي في 11 حزيران/يونيو الحالي لن تكون استثناء من ذلك حيث يشارك فيها مجموعة من أبرز نجوم اللعبة في الوقت الحالي وفي مقدمتهم ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني والمنتخب الأرجنتيني.

 

وصرح المدرب الأرجنتيني الشهير لويس سيزار مينوتي، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب كأس العالم 1978 بالأرجنتين، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا :"ما يزعجني هو تعامل بعض المنتخبات مع هذه البطولة" في إشارة إلى مشاركة بعض المنتخبات في البطولة دون بعض نجومها الكبار مثلما حدث من المنتخب المكسيكي في بطولة 2011 عندما شارك بفريق من الشباب.

 

وأكد مينوتي: "يبدو لي أن هذا قد يكون استهانة بالبطولة التي تألق فيها سابقا نجوم مثل جارينشيا وبيليه ومارادونا ودي ستيفانو ومورينو وإيريكو وساسيا وبونتوني".

 

واستعصى لقب كوبا أمريكا في الماضي على العديد من النجوم البارزين رغم تألقهم في فعاليات هذه البطولة ومنهم الأسطورة البرازيلي بيليه والأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا وأرسينيو إيريكو نجم باراجواي السابق.

 

وكان آخر هؤلاء النجوم الذين استعصى عليهم لقب كوبا أمريكا هو ميسي نفسه، حيث فشل في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللقب في البطولتين الماضيتين في فنزويلا عام 2007 ثم على ملاعب بلاده في 2011 .

 

وبلغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لبطولة 2007 ولكنه سقط أمام نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة ليخسر النهائي أمام السامبا البرازيلية للبطولة الثانية على التوالي.

 

وفيما رأى مشجعي المنتخب الأرجنتيني أن الوضع أصبح مختلفا في البطولة الماضية عام 2011 بالأرجنتين بعدما اكتسب ميسي مزيدا من الخبرة وأصبح أكثر حماسا لقيادة الفريق نحو اللقب بعدما توج مع برشلونة بالعديد من الألقاب على الساحتين المحلية والدولية ، تلقى ميسي والفريق لطمة قوية بالسقوط أمام أوروجواي بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة الماضية.

 

ولكن مع بلوغ الفريق نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل والذي خسره أمام ألمانيا بهدف نظيف ، يأمل ميسي في قيادة المنتخب الأرجنتيني هذه المرة لإحراز لقب البطولة القارية التي يعتبرها هدفه الجديد والمهم.

 

ومع فوزه بلقب النسخة الماضية ينفرد منتخب أوروجواي حاليا بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للتانجو الأرجنتيني.

 

وفي المقابل، رفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى ثمانية ألقاب في بطولات كوبا أمريكا أقدم بطولة لمنتخبات كرة القدم في التاريخ.

 

ومع خروجه المبكر والمهين من مونديال 2014 على أرضه بالهزيمة 7-1 أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي للبطولة، يدرك المنتخب البرازيلي أهمية البطولة القارية هذه المرة لتعويض جماهيره عن ضياع حلم اللقب العالمي السادس.

 

ويدرك المنتخب البرازيلي جيدا كيف يفسد خطط منافسه التقليدي العنيد، حيث نجح في انتزاع اللقب في بطولتي 2004 و2007 بالفوز على التانجو الأرجنتيني في نهائي كل من البطولتين.

 

وانتهت المباراة النهائية للبطولة عام 2004 في بيرو بالتعادل 2-2 بعدما سجل أدريانو هدف التعادل للمنتخب البرازيلي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت المباراة واللقب لصالح راقصي السامبا.

 

وفشل المنتخب الأرجنتيني بذلك في الثأر لهزيمته بنفس السيناريو أمام البرازيل في دور الثمانية للبطولة التي استضافتها أوروجواي عام 1995، حيث انتزع المنتخب البرازيلي تعادلا ثمينا 2-2 بهدف سجله توليوم في الدقيقة 81 قبل أن يحقق الفريق البرازيلي الفوز بضربات الترجيح.

 

ولكن سيناريو بطولة فنزويلا عام 2007 كان أشد قسوة على المنتخب الأرجنتيني حيث سقط في النهائي أمام منافسه البرازيلي بثلاثية نظيفة.

 

ومع غياب المهاجم الخطير لويس سواريز عن صفوف منتخب أوروجواي بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) واعتزال مواطنه المخضرم دييجو فورلان اللعب الدولي، سيفتقد المنتخب الأوروجوياني قدرا كبيرا من خطورته مما يجعله في مرتبة تالية خلف المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني من حيث الترشيحات للمنافسة على اللقب.

 

وقد يتفوق منتخب كولومبيا على أوروجواي في الترشيحات أيضا في ظل تألق أكثر من نجم لهذا المنتخب في الأندية الأوروبية هذا الموسم وفي مقدمتهم جيمس رودريجيز نجم ريال مدريد الأسباني وكارلوس باكا مهاجم أشبيلية الأسباني.

 

كما يحظى منتخب تشيلي بفرصة ذهبية للمنافسة بقوة على اللقب في ظل إقامة البطولة على أرضه وتألق أكثر من لاعب بهذا الفريق في الأندية الأوروبية هذا الموسم أيضا مثل أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال الإنجليزي.

 

وكان منتخب أوروجواي هو أول الفائزين بألقاب كوبا أمريكا، حيث توج بلقب البطولة الأولى التي أقيمت عام 1916 احتفالا بمرور مئة عام على استقلال الأرجنتين ولم يخسر منتخب أوروجواي أي مباراة خاضها في هذه البطولة.

 

وعلى مدار تاريخها الطويل، تغير حجم ونظام البطولة أكثر من مرة حتى وصل إلى ما هو عليه حاليا، حيث تقام البطولة حاليا بمشاركة جميع المنتخبات العشرة في قارة أمريكا الجنوبية بالإضافة لمنتخبين من خارج القارة توجه إليهما الدعوة، ولم يسبق لأي من المنتخبات المشاركة بدعوات أن أحرز اللقب.

 

وإلى جانب ألقاب أوروجواي والأرجنتين والبرازيل، سبق لأربعة منتخبات أن توجت به وهي باراجواي وبيرو برصيد لقبين لكل منهما وكولومبيا وبوليفيا برصيد لقب واحد لكل منهما بينما لم تدون منتخبات الإكوادور وتشيلي وفنزويلا أسماءها في سجل الفائزين بالبطولة.

 

ويقتسم الأرجنتيني نوربرتو مينديز والبرازيلي زيزينيو صدارة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بطولات كوبا أمريكا برصيد 17 هدفا لكل منهما.

 

وتمثل بطولة كوبا أمريكا ، التي تقام فعالياتها كل أربع سنوات ويشارك الفائز بلقبها في بطولة كأس القارات، أحد أبرز ثلاث بطولات لمنتخبات كرة القدم في العالم حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا.

 

وتستضيف تشيلي النسخة رقم 44 من بطولة كوبا أمريكا خلال الفترة من 11 حزيران/يونيو الحالي إلى الرابع من تموز/يوليو المقبل.

 

ويسعى ميسي من خلال هذه البطولة إلى قيادة المنتخب الأرجنتيني لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب بالإضافة إلى رغبته الشخصية في التفوق على أبرز نجوم القارة من خلال الفوز باللقب الذي لم يسبق لبيليه ومارادونا الفوز به.