بعد سيطرته على حدود العاصمة.. هل يُسقط داعش بغداد؟
الثلاثاء, 26 مايو 2015 09:58

altaltبعد أن تمدد تنظيم "داعش" المسلح في غالبية المناطق المحيطة بالعاصمة العراقية بغداد، ازدادت مخاوف الشعب العراقي بعدما اقترب التنظيم من عاصمة بلادهم، والتي أصبحت المرمى الأول لنيرانه، كما توقع المراقبون..

فهل تُسقط داعش بغداد؟ وهل ينسحب الجيش العراقي مثلما فعل في الأنبار والرمادي؟ وما موقف الجانب الأمريكي الذي يغمض عينيه عما يحدث على الأرض الذي غزاها عام 2003 ، وهل تستدعي الحكومة العراقية طهران للقتال معها؟

110 كلم فقط أصبحت تفصل أعضاء تنظيم "داعش" عن حلمهم الذي ظل يروادهم لسنوات طوال، وهو السيطرة على العاصمة العراقية "بغداد"، فبعد أن سيطر التنظيم على مدينة الرمادي إحدى الحصون الكبرى، التي ظلت عقبة أمام التنظيم للاستيلاء عليها بالكامل منذ شهور، والتي تبعد عن بغداد حوالي مائة كيلو متر، أصبحت مهمة التقدم والاستيلاء على المدن كالخالدية والحبانية والفلوجية، الموجودة على طريق بغداد أسهل من ذي قبل، وبات التنظيم على مشارف العاصمة.

 

المثلث السني

وتعتبر مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار أحد أهم المناطق العراقية، كونها من أكبر المدن السنية في العراق، وتقع المدينة في جنوب غرب ما يسمى بالمثلث السني العراقي، وتمثل المدينة نقطة إستراتيجية هامة للتنظيم بسبب قربها من مدينة بغداد التي يستهدف التنظيم السيطرة عليها منذ فترة طويلة. المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أن داعش اقتربت من بغداد بشكل كبير، متوقعين سقوط العاصمة العراقية حال استمرار تقدم التنظيم كما عليه الآن، مضيفين أن الولايات المتحدة تغمض عينيها على ما يحدث في العراق، لأنها تريد ذلك. الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء نبيل ثروت قال إن اقتحام داعش للعاصمة العراقية بغداد في الوقت الحالي صعب، لكنه غير مستحيل، مضيفاً أنه حال استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه الآن من تقدم للتنظيم فإن بغداد ستكون المحطة الثانية للتنظيم بعد الرمادي.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن الولايات المتحدة الأمريكية تغمض عينيها على ما يحدث من التنظيم المسلح، متسائلاً هل يعقل أن أمريكا غير قادرة على دحر داعش؟ وكيف أن التحالف الدولي بكل قوته يقصف "داعش" منذ قرابة العام ومع ذلك يتمدد التنظيم بشكل فاحش.

وتابع: المستفيد من تمدد داعش في البلدان العربية هم الغرب وأمريكا التي تريد تقسيم وتفتيت الدول العربية، مشيراً إلى أن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، يتطلب التوحد العسكري العربي. ولفت: المسافة بين الرمادي وبغداد ليست كبيرة، وبالتالي فالتنظيم المسلح قد يتجه إلى بعض البلدان الحدودية مع بغداد لتساعده على التسلل داخل العاصمة. بدوره قال اللواء يسري عمارة الخبير العسكري والإستراتيجي إن الجيش العراقي مهلهل وغير قادر على حماية نفسه، مضيفاً أنه في حال تخلي إيران عن الجيش العراقي ستنهار بغداد، معللاً تقدم داعش في الأنبار والرمادي بسبب توقف مقاتلي الحشد الشعبي المدعوم من طهران عن القتال.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن سيطرة تنظيم داعش على الرمادي بداية سقوط بغداد، مشيراً إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها بغداد منذ الغزو الأمريكي العراق عام 2003 لم تتعرض لها أي دولة في العالم من قبل، ومن ثم فالتقسيم هو المصير الحتمي للعراقيين.

وتابع: سقوط الرمادي كاملة، ستفتح جبهات جديدة على بغداد بجانب الجبهات القديمة التي سيطر عليها داعش سابقًا، مما سيزيد من احتمالية سقوط بغداد بيد التنظيم، لافتاً أن الحرب في العراق ستستمر لسنوات. على الجانب الآخر تتوالى تصريحات المسؤولين العراقيين المفعمة بالأمل، والتي تدور حول جهوزية الجيش العراقي في محيط الرمادي من أجل استرداد المدينة، الأمر الذي يكذبه تقدم داعش خارج محيط المدينة باتجاه بغداد. العشائر السنية منقسمة الآن حول الاستعانة بالحشد الشعبي لتحرير المدينة، خصوصًا وأن العديد من التقارير الإعلامية أفادت وقوع انتهاكات جسيمة من نهب وحرق للبيوت في تكريت على يد الحشد الشعبي بعد استعادتها، لكن على الناحية الأخرى لا تجد العشائر وسيلة أخرى لاسترداد المدينة إلا من خلال الاستعانة بالحشد الشعبي، حيث طالبت بعض العشائر من الرئيس العراقي حيدر العبادي بذلك.

الحشد الشعبي وتحاول الولايات المتحدة أن ترفع عن كاهلها الحمل العراقي كلما سنحت الفرصة، حتى ولو على حساب تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة أو أن يحل مكان النفوذ الأمريكي، مما يدفع الكثير من المحللين للتساؤل حول هذا الأمر، ففي الأيام الماضية، أكد البيت الأبيض أن قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران والتي دعا إليها رئيس الوزراء حيدر العبادي في الرمادي تعكس “تنوعًا طائفيًا” ولا تقتصر على الشيعة، فيما أشار إلى أن إستراتيجية الولايات المتحدة في محاربة “داعش” تستند على قوات محلية وضربات التحالف. في حين اعتبر متابعون أن سقوط الرمادي سيكون له تأثير كبير على ساحات القتال في سوريا والعراق كما حدث عقب سقوط الموصل في يد داعش، فيما الفشل في الدفاع عن الرمادي سيزيد العلاقات بين (واشنطن) و(بغداد) توترًا حول استخدام الميليشيات الشيعية لمواجهة داعش.

بدوره اعتبر نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، أن خطر تنظيم داعش بات على أبواب العاصمة بغداد، داعياً الجميع الى "الالتفاف" حول الجيش من أجل تطويره. وأوضح نائب رئيس الوزراء في تصريحات صحفية، أن "خطر داعش على أبواب بغداد ويجب أن نلتف جميعا لتطوير الجيش، كما يجب انخراط الحشد الشعبي ضمن الأجهزة الأمنية". وأضاف شاويس، أن "الجيش العراقي يجب أن يتحمل كامل مسؤولية التحديات الأمنية التي تواجه العراق، وبدونه لن يكون هناك أي استقرار ضمن أراضيه".

وسيطر تنظيم "داعش" بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد، وفرت كافة القوات الحكومية من المدينة بعدما اقتحم التنظيم مقر قيادة عمليات الأنبار قبل أن تنسحب جميع عناصر الجيش وقوات الشرطة والصحوات من الرمادي بعد سقوط مقر قيادة العمليات باتجاه مناطق أخرى شرق المدينة، لا سيما قاعدة الحبانية الجوية.