كيف تهدد مخيمات تندوف أمن منطقة الساحل والصحراء؟
السبت, 20 ديسمبر 2014 22:52

*عبـد الفتـاح الفاتحـي باحث في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية**عبـد الفتـاح الفاتحـي باحث في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية*باتت مخيمات تندوف اليوم تشكل مصدر قلق للجارة موريتانيا،بل وحتى لصنيعته الجزائر. فحينما يتمكن الجيش الموريتاني مؤخرا من إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات في منطقة محاذية للحدود الموريتانية مع المنطقة العازلة تدعى "عين بنتيلي" شمال بلدة

"بئر ام كرين"، عن حالات عدة يصطدم فيها جيشه مع أنشطة جماعات التهريب والمتاجرة في الممنوعات، فإن ذلك يكشف عن حجم المتاعب التي تطرحها الجماعات العابرة للحدود على المناطق الحدودية.

وأمام هذا الواقع، فإنه لا خيار لدول المنطقة سوى مزيد من تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية لمكافحة الأنشطة المتزايدة للجماعات المشتغلة في المتاجرة في البشر والمخدرات والسلاح والاختطاف وباقي الأنشطة الإرهابية، وأن هذه الدول مدعو للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات لمكافحة الجماعات الخارجة عن القانون.

ولأن عملية بئر أم كرين أوقعت أسماء مهمة تنتمي إلى جبهة البوليساريو وتجعل من مخيمات تندوف قاعدتها الخلفية تتستر فيها عن ارتباطاتها العميقة مع الجماعات المتاجرة في السلاح والبشر والمخيمات من قبيل امبارك ولد سيد سالم وامباركيحضيه ولغضف محمد لعروصي واعمر السوييحالذين سقطوا في العملية بين قتيل ومعتقل، فإن ذلك يكشف عن حجم المشاكل الأمنية التي صنعتها الجزائر في المنطقة حينما تعاكس أي تصور لحل نزاع الصحراء، وحين توفر المأوى في مخيمات لمجهولي الهوية بحسب الأمم المتحدة التي تطالب مرارا بالسماح لها لإحصاء سكان المخيمات.

وتكشف العملية لأم كرين عن قيادات من البوليساريو تقود عمليات تهريب المخدرات الصلبة على نطاق واسع عن حجم المخاطر الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، وأن جزء من عائدات جبهة البوليساريو باتت تتحصل عليها من التجارة العابرة للحدود، بعد تراجع عائداتها من المتاجرة في المساعدات الغذائية المخصصة للمحتجزين، وبعد تشديد الجزائر المراقبة على متاجرة أعضائها في تهريب البنزين.

طبيعي أن تتحول مخيمات تندوف إلى مصنع لمناصري الجماعات الإسلامية الدينية وأعضاء نشطين في التجارة العابرة للحدود والمنفلتة من الرقابة القانونية، بعدما أسفر الجيش الجزائري تشديد المراقبة على منافد المخيمات، مما زاد في تضييق الحصار على الساكنة، فبرزت حالات اصطدام عنيفة ومتعددة على الحدود الموريتانية (بئر أم كرين...) وعلى الحدود الجزائرية (أحداث عين أمناس...) وما يقع داخل الصحراء الموريتانية والنيجرية أبطالها مهربين أو متطرفين ة متفرقة مع المهربين، عدد منهم يجعلون من مخيمات تندوف قاعدة الارتكاس الأساسية لأنشطة المخالفة للقانون.، وعلى نفس درجة العنف حصلت في موريتانيا وكلها كانت تخلف خسائر في الأرواح.

وأمام تكرار حالات اصطدام المهربين بحراس الحدود في أكثر من مناسبة وبجرائم متعددة وخطيرة، فإن في ذلك ما يدعو إلى القلق الأمني في منطقة الساحل والصحراء بل إن هذه المنطقة قد باتت جاذبة للعديد من الجماعات الخارجة عن القانون والتي تسعى للبقاء متوارية عن رقابة القانون.

وهكذا ترتفع التهديدات الأمنية بسبب الجماعات المتاجرة في اللامشروع على نفس الدرجة من الأنشطة الإرهابية التي تنفذها هذه الجماعات، وهو ما يجعل منطقة الساحل والصحراء تجتمع فيها كل الشروط التي تجعل منها منطقة غير آمنة، وساحة للصراعات الدموية المسلحة.