وزارة الخارجية تنشر تحليلا لخطاب الوزير في مؤتمر اعمار غزة
الأربعاء, 15 أكتوبر 2014 09:47

الصورة كما تلقيناها من المصدرالصورة كما تلقيناها من المصدرمرة أخرى تؤكد موريتانيا من خلال مواقفها صدق انتماءها لمحيطها العربي و الإسلامي، ودعمها لقضاياه العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. مرة أخرى تجدد موريتانيا موقفها الراسخ من القضية الفلسطينية أمام الأخوة الفلسطينيين والأشقاء العرب و العالم، وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في المؤتمر الدولي لإعمار غزة.

لقد عبر خطاب معالي وزير الشؤون الخارجية و التعاون و كذا الاتصالات المكثفة التي أجراها على هامش المؤتمر مع مختلف رؤساء الوفود المشاركة عن هذا الموقف المبدئي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني و مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية لا يتم إلا عبر خيار السلام الاستراتيجي.

فبعد أن اتخذت الجمهورية الإسلامية الموريتانية قرارها التاريخي بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في بادرة شكلت سابقة في العالم العربي والإسلامي، ها هي اليوم من خلال وزير خارجيتها تجدد العهد عبر الحديث الصريح عن المعاناة الاستثنائية التي يعيشها قطاع غزة بسبب حروب إسرائيلية ظالمة مسبوقة بحصار ظالم استثنائي بكل المقاييس في عصر كثر الحديث فيه عن حقوق الشعوب والتعاون الدولي.

وما قطاع غزة إلا صورة مصغرة عن ما يعيشه الشعب الفلسطيني بأسره من معاناة، هكذا خاطب معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون المشاركين في مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين ولإعادة إعمار غزة حيث قال: "يأتي المؤتمر استجابة للظروف والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بأسره، الواقع تحت الاحتلال، وما يميز قطاع غزة من أوضاع استثنائية،  نتجت عن حروب هي الأخرى استثنائية وظالمة، وخلفت دمارا شاملا لكافة مقومات الحياة اليومية لساكنة القطاع من صحة وتعليم وزراعة وصناعة،  فضلا عن حصار جائر و عقاب جماعي غير مسبوق في التاريخ المعاصر".

وبما أن الوقت ليس للتباكي بل للعمل الجاد والفعال من أجل إرجاع الحقوق إلى أهلها وإعمار ما دمرته الآلة الحربية الإسرائيلية، كان معالي الوزير واضحا في ذلك حين قال: "إن الأمر يستدعي منا جميعا اتخاذ خطوات عملية عاجلة ومتكاملة تلبي أهداف المؤتمر، ومن شأنها إيجاد حلول سريعة وناجعة للاختلال الكبير المترتب عن هذه الأوضاع. ودعم الحكومة الفلسطينية دعما ملموسا يمكنها من الوفاء بمسؤولياتها في توفير الخدمات و إنعاش وإعادة تأهيل و إعمار القطاع".

وكمقترح عملي أشار معالي الوزير إلى أنه من الضروري والملح إيجاد آلية فعالة تضمن استيراد وتصدير البضائع و المنتجات من وإلى قطاع غزة بحرية وانسيابية".

لكن تحديد الاحتياجات وجمع الدعم المالي لإعادة الأعمار والتنمية لا يكفى وحده، فهو يبقى من الحلول الظرفية المؤقتة التي تتطلبها حالة قطاع غزة المدمر حاليا، أما الواجب، فيقتضي العمل على إيجاد حل نهائي للصراع ومعالجته من جذوره كما يقول معالي الوزير... 

وهو ما لن يتأتى "إلا من خلال تعزيز أسس وقف إطلاق النار، والأخذ بمبدأ السلام كخيار استراتيجي لإيجاد حل عادل وشامل يمكن الشعب الفلسطيني الشقيق من حقه الكامل غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال على كامل أرضه و عاصمتها القدس الشريف".

وهاهي موريتانيا، التي ظلت دائما تدور مع الحق حيث دار، تعلن اليوم مجددا وعلى لسان معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون دعمها للشعب الفلسطيني وتمسكها بعملية السلام القائمة على المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما تعلن عن تقديم مساهمة مالية معتبرة إسهاما في المجهود الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة.