النساء والسحر والسحرة...(تحقيق)
الخميس, 20 مارس 2014 09:34

altaltالنساء والسحر”.. عنوان تصاعد إلى رأسي لموضوع صحفي اعتقدت أنه مثير.. عرضت الفكرة وبدأت في استعراضها قبل التنفيذ.. ولكن تملكني تساؤل غريب مس الضمير الإنساني داخلي وشرع في صب اللعنات على الانحياز الدفين داخلي لبني جنسي من الرجال.. لماذا المرأة؟ هل صحيح ما يشاع أنها الأكثر ترددا على السحرة وأصدقاء الجان؟!

 

إذن لا بد من إخماد هذا الوجع الضميري المباغت بالتأكد من مصداقية هذا الاعتقاد، وكان لا بد أن تسير هذه الخطة التأكيدية في عدة اتجاهات.. أولا المرأة نفسها.. ثانيا أصدقاء الجان من السحرة.. وثالثا الدراسات الميدانية والبحثية وأهل العلم.. وجاءت الإثارة نفسها من هذه الخطة البحثية. لقاء مع ساحر : كانت البداية هي قمة الإثارة فقد قررت أن ألمس لب الموضوع بطريقة مباشرة بمنزل أحد السحرة وأستطلع بنفسي من الأكثر تواجدا لديه وأناقشهم والساحر أيضا بصفتي الصحفية.. وكانت نقطة الانطلاق عندما وصف لي أحد الأصدقاء رجلا مشهورا يتردد عليه عدد كبير من الناس؛ لأنه “يحل المستعصية ويحضر لبن العصفور”.. حينها انتفخت أوداجي وامتلأ صدري بالهواء وأنا أقطع حواري وأزقة حي الحسين الشعبي بوسط القاهرة وصولا لمنزل الشيخ “ع. أ”. وبهذه الشجاعة اقتحمت منزله الأشبه بالكوخ الصفيح المكون من قطعتين متداخلتين؛ الأولى صالة استقبال كبيرة ينتشر في أرجائها نساء ورجال، وكانت النساء أكثر بكثير؛ حتى إن بعض الرجال المتواجدين يرجع سبب حضورهم إلى حرصهم على مرافقة زوجاتهم في زيارتهن إلى الشيخ. المهم أن هذا الأسد الكاسر داخلي المتمثل في شخصيتي الصحفية تحول إلى فأر مذعور، وشعرت أنني مثل بالون ضخم أصابه نصل حاد فتسرب الهواء منه خلسة وانكمشت في طبيعتي المذعورة.. حتى المغادرة لم أقوى عليها، وكلما راودني حسي الصحفي لأناقش الموضوع مع الموجودين لعنت هذا الحس وأخرسته، وتسحبت بحجة أنني سأحضر زوجتي وناقشت مساعد الشيخ في بعض الأمور الوهمية، وما إن وصلت لباب الكوخ أطلقت ساقي للريح عائدا لمنزلي وأنا أشعر أن شبح الشيخ الذي لم أره يطاردني!! إذن من واقع المشاهدة كانت النساء الأكثر تواجدا بالكوخ.. لكن هذا ليس كافيا للحكم، لهذا لجأت لصديق أعرف عنه ولعه بمتابعة عالم السحر والشعوذة، صارحته بحقيقة الموضوع وطلبت منه اصطحابي لبعض هؤلاء ووافق بعد أن أقسمت بأغلظ الأيمان أني لن أوذيهم بذكر أسمائهم.. وبالفعل تمت المقابلة. في البداية أكدوا لي -وعددهم أربعة- أن المرأة الأكثر ترددا عليهم من الرجال والسبب -كما تمسكوا جميعا- أن السيدة أكثر واقعية من الرجل؛ فهي تلجأ إليهم لثقتها في قدرتهم على حل جميع المشاكل،

 

هذا بالإضافة -كما يؤكدون- إلى أن الجان هو السبب في معظم المشاكل الإنسانية وأنهم لقربهم من الجان يستطيعون التوسط لديهم لحل المشاكل، وشرحوا كيف يتصلون بالجان ويصلون لحل هذه المشاكل. وبعيدا عن المؤمنين بهذه الأقاويل أو الرافضين لها -وأنا منهم- قال هؤلاء المعالجون من الجان: إن المرأة أكثر سعادة من الرجل في مجتمعنا العربي؛ لأنها أكثر ذكاء منه؛ فهي تستجيب لمطالب الأسياد أكثر، في حين أن الرجل بخيل بطبعه، ويتمثل هذا البخل في امتناع الرجال عن اللجوء إليهم وبالتالي عدم دفع أموال بحجة أن كل هذا خرافات، ولكن البخل هو السبب الحقيقي وراء إحجامهم عن اللجوء إلينا!! المرأة الخليجية والمصرية : وبسؤالي عن نوعية المشاكل التي تعانيها النساء وتلجأ بسببها إليهم، اكتشفت ولحسن الحظ أن اثنين من هؤلاء المعالجين من النوع الدولي تتردد عليهما النسوة والرجال من أقطار عربية مختلفة.. أكدا على أن مشاكل المرأة الخليجية تختلف عن مشاكل المرأة المصرية؛ فمشاكل المرأة الخليجية تمثل المصدر الرئيسي لدخلهم، وتنتعش حركة السياحة السحرية لهؤلاء في موسم الصيف وتدفع المرأة الخليجية ما بين 400 إلى 1500 دولار. أما نوعية مشاكلهن فمختلفة ولكن معظمها بسيط وأقرب للامشكلة -كما يقولان- فهناك من تريد ألا يتزوج عليها زوجها، أو تكيد لنساء أخريات منافسات على قلب الزوج، وذكر أحد هؤلاء أن سيدة خليجية جاءته بابنتها تخبره أن عليها جانا يأكل أكلها لذلك فهي نحيفة ولا يزداد وزنها أبدا!! وطلبت منه أن يزيدها حجما ووزنا، وعندما سألته ماذا فعل لعلاج هذا الأمر أجاب:

 

 

 

هذه أسرار أتركها على الله. الشيء الأعجب أن أحدهما أكد لي أن أسرة خليجية استدعته خصيصا لبلدها وطلبت منه تحضير الأرواح لكي تحضر لها نتائج امتحانات أبنائها الثلاث من الكنترول!! وكان هذا الاستدعاء من الزوجة التي تعتبر من الزبائن الدائمين لديه صيفا وشتاء. أما المصريات فمشاكلهن معروفة ومكررة؛ بداية من أحجبة المحبة والبحث عن ابن الحلال، مرورا بأحجبة النكد لمن تكره من النساء، وصولا إلى علاج أمراض عديدة والبحث عن أشياء مفقودة، والأدهى أن نسبة من المترددات عليهم ليس لديهن مشاكل ولكن يحضرن للتقرب للأسياد! ولدى أحد الشيوخ والمعالجين والعارفين بشؤون السحر والجن كانت الفرصة متاحة لمقابلة عدد من السيدات، كثيرات رفضن الحديث.. ومن اللائي قبلن نختار نموذجين: النموذج الأول سيدة تبدو ريفية (غير متعلمة)، سألتها عن سبب حضورها، أجابت بعد تردد أن لها ابنة تخطت الثلاثين (تعليم متوسط)، ولم تتزوج رغم كثرة خطابها، وقد تمت بالفعل خطبتها عدة مرات ولكن تفشل الزيجة لأسباب غير معروفة في آخر لحظة؛ لهذا حضرت للشيخ بحثا عن الحل أو السبب في هذا النحس.. ورفضت الابنة الحديث، ورفض الشيخ أيضا إخباري بكيفية حل المشكلة.

 

النموذج الثاني سيدة تدعى “س.م.ع” جامعية متزوجة منذ 5 سنوات ولم تنجب رغم أن الأطباء أخبروها بعدم وجود مانع للإنجاب؛ فحضرت أيضا بحثا عن الحل لدى المبروك!! وعندما سألتها: هل تعتقد أنها ستجد الحل؟ أجابت أنها لا تعتقد في الجان والسحر والسحرة، لكن ما سمعته عن الشيخ هو مساعدته لكثير من السيدات على الإنجاب؛ وهو ما دفعها للحضور حتى لو كانت تبحث عن السراب، لكنه الأمل. الدراسات تؤكد : ولتأكيد مسألة أن المرأة الأكثر إقبالا على السحر والسحرة من الرجل وجدنا دراستين تناقشان هذا الأمر؛ الأولى هي الأحدث أعدها الدكتور “محمد عبد العظيم” الباحث بالمركز القومي للبحوث الجنائية الاجتماعية بمصر قبل 4 شهور، أكدت الدراسة على أن نصف نساء مصر يعتقدن في السحر والخرافات، وأن للجان تأثيرًا على مجريات حياتهن، كما أكدت الدراسة أيضا على أن النساء “يتفوقن” كثيرا على الرجال في هذا الأمر، ويصل عدد المترددات على السحرة والمشعوذين من النساء ضعف عدد الرجال. وأضافت الدراسة أن المصريين رجالا ونساء ينفقون أكثر من 10 مليارات جنيه سنويا على قراءة الطالع وفك السحر والعلاج من الجان، وهناك دجال لكل 240 مصريا ومصرية. الدراسة الثانية أعدتها الدكتورة “سامية الساعاتي” أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أكدت هذه الدراسة أيضا على أن النساء هن الأكثر اعتقادا في السحر والشعوذة والأكثر ترددا، وكشفت الدراسة عن أشياء خطيرة أخرى؛ حيث أكدت أن 55% من المترددات على السحرة من المتعلمات، و24% يجدن القراءة والكتابة، و30% من الأميات.. نفس النسب تقريبا تنطبق على الرجال.

 

وأضافت الدراسة أن 51% من المترددات متزوجات؛ وهو ما يوضح المشاكل الزوجية، و2.1% من العوانس الراغبات في نيل رضا المحبوب.. الطريف أن الدراسة كشفت عن أن 57% من المترددات اعترفن أنهن لم يحققن شيئا، في حين أعرب 42%عن اعتقادهن أنهن استفدن من السحر. بعد الاطلاع على الدراسة توجهت بالسؤال إلى الدكتورة “سامية الساعاتي” عن رأيها في السبب وراء ارتفاع نسبة المترددات عن المترددين على السحرة، أجابت: الأسباب عديدة، لعل أهمها تفشي الأمية وانعدام الثقافة بمجتمعاتنا العربية التي تتميز أيضا بالاعتقاد في الخرافات والأساطير الشعبية الوهمية عن الجان وقدرته، بالإضافة إلى أنه هروب من الواقع، كما أن المرأة أضعف من الرجل ويستغل المشعوذ أو الساحر هذا الضعف ليخضعها لسيطرته وتستجيب لطلباته إرضاء للجان، كما أن الرجال أكثر عقلانية من النساء ولا يتم خداعهم بسهولة. كما تؤكد الدكتورة “إجلال إسماعيل” أستاذة علم الاجتماع على كثرة تردد المرأة على المشعوذين عن الرجل، وأرجعت ذلك لأن المرأة أكثر تصديقا للشائعات؛ فهي تصدق بسهولة أن الدجال يستطيع حل مشاكلها، كما أنها تجد في السحر وسيلة سهلة ومريحة لحل الأزمات التي تتعرض لها وتميل للبوح بما يؤرقها بصورة أكبر من الرجل، بالإضافة إلى أن لديها وقت فراغ أطول ومسئوليات أقل! محاضر الشرطة : مصدر أمني مصري يكشف لنا المشاكل التي تسببها كثرة تردد النساء على الدجالين، ويقول: إن هذا يهدر أموالهن التي تنفق على السحرة دون فائدة، وتكثر عمليات النصب باسم السحر والاستيلاء على مصوغات وأموال النساء مقابل السحر، وهناك حالات يتم ضرب السيدات فيها بشدة لإخراج الجان وصلت للموت في مرات عديدة، وبعضها يتم بيد أهل السيدة بحجة إراحتها من الجان، والأخطر من ذلك أن المرأة تتعرض للاغتصاب تحت تأثير النصابين من السحرة وأعوانهم!! وقبل أن نترك هذا المصدر الأمني طلبنا منه إيضاح حقيقة علاقة بعض الفنانين بالسحرة والدجالين؛

 

 

فأكد أن الكثير من نجوم المجتمع على علاقة بالدجالين، وإن كانت النسبة الأكبر أيضا للفنانات، ومن واقع محاضر الشرطة يضرب لنا أمثلة؛ فقد تم القبض على دجالة تدعى الشيخة “ق” والتي سميت بساحرة الفنانين، وكشفت للشرطة النقاب عن كوارث في عالم الفن على مدى سنوات من عملها، قالت بأن فنانة تنتمي لأسرة عربية “ش. س” لجأت إليها لتوقع نجما مشهورا أسمر البشرة في حبائل حبها، كما لجأت إليها الممثلة “هـ.ص” لتعمل لها عملا يدفع زوجها لتطليقها، والممثلة الشابة “س. ر” كانت تستشيرها في كل أمورها. كما كشف المصدر أن راقصة معتزلة كانت تقيم جلسات بمنزلها لأحد الشيوخ تحضرها معظم الفنانات، وروى أشياء عجيبة كانت تحدث بين الممثلتين المصريتين “ن.ع” و”ن.أ” في مجال المنافسة الفنية بينهما. تجارب مع المشعووذين: نساء يحكين تجاربهن المثيرة مع عالم الجن والسحر : الإنجاب,, والمشعوذون (ق,ح) من الدمام,, امرأة في الأربعين من عمرها,, تروي حكايتها المريرة مع علاج عدم الانجاب، فمنذ أكثر من خمسة عشر عاما وهي تعالج, في البداية زارت اكثر من خمسة مستشفيات متخصصة، وكانت جميع الفحوصات تجمع على ان هنالك فقط بويضتين حجمهما صغير جدا، الاولى ملتصقة بالرحم، والثانية صغيرة,, وعندما يأخذونهما للتلقيح لا تستجيبان وهكذا في كل مرة, حتى سئمت العلاج الذي كلفها مبالغ طائلة جدا وبدأ بعض النسوة الكبار ينصحنها باللجوء للقراءة عند المشايخ وبدأت تتردد على المطاوعة، وتأخذ وتشرب الماء المقروء عليه كلام الله ولشدة حبها للانجاب قررت ان تستجيب لاحدى صديقاتها وتذهب معها لدولة مجاورة عند احدى العرافات لتكشف على زعمها معرفة معوق الحمل عن طريق تحضير جان , وفعلا تقول: بدأت اذهب من عرافة الى اخرى ومن مشعوذ الى آخر حتى بت ابحث بنفسي عن هؤلاء وآخذ منهم العزائم وغيرها، وأدفع وأدفع,,

 

وبدأت اتسلف من البنوك بحكم وظيفتي إلى ان افقت من غفلتي, ووجدت ان الحمل بيد الواحد الأحد لا بيد عراف ولا ساحر ولا مشعوذ وانتهجت إلى الله والتفتُّ إلى صلاتي، وبدأت صلتي بالله تصبح قوية، وكنت ادعوه ليلا ونهارا، فاستجاب لي، وحملت من زوجي بعيدا عن خرافات المشعوذين، ورزقني ربي ولداً ملأ علي حياتي، وها أنا الآن على أبواب الاربعين وابني في الثامنة من عمره وابنتي في السادسة من العمر وتتمتع بصحة جيدة والحمد لله رب العالمين ونصيحتي لكل امرأة لها مشكلة أياً كانت ان تلجأ لله وحده ولا تشرك به أحداً وتدعوه مخلصة له الدين فيستجيب لها رب العالمين بإذن الله. انكشاف المستور!! وتقول (ب,ن): تزوجت من رجل على خلق ودين، ولكنه ليس من قبيلتي أهله أغلبهم سفور ، في بداية الامر حاولوا اقناعي بترك الحجاب ، وقاومتهم بحجة قوية, في البداية كان زوجي دائما بجانبي رغم انهم كانوا يثيرون المشاكل لاتفه الاسباب، كان هدفهم استعداء زوجي عليّ وكانوا ينتقدونه لان يتركني على راحتي في مسألة حجابي، وبدأت الأم والأخوات يقفن وراء تحريض زوجي على طلاقي، لكن كل محاولاتهن باءت بالفشل, وسمعت من احدى قريباتهن انهن يترددن على احد السحرة في احدى الدول العربية ضمن محاولات تفريقي عن زوجي, وفعلا رويداً رويداً زوجي بدأ ينصاع لكلامهن بل وبدأ يقتنع بأنني متخلفة لأني احتجب عن اخوته وأقاربه, لقد أصبح زوجي وكأنه غريب علي,. ذاك الرجل المتدين المحب لي, وعرفت ان في الامر شيئاً ، وبدأت أحاربهم بآيات من القرآن بعدما استشرت في أمري من أثق فيه فهداني الى الطريق الصواب، ودلني على الآيات التي أقرأها لزوجي,حتى يصدق أنه من غير المعقول اتباع راي الدجالين,

 

 

وما أكد لزوجي ان اهله يذهبون للسحرة ليفرقوا بينه وبيني انه ذات مرة دخل بغير قصد لغرفة تجاور غرفة مجلس النساء فسمع أمه وأخواته يتشاجرن على المبلغ الذي طلبه الساحر منهن وقالت احداهن ان لم يعجبكم هذا المبلغ أجل خلوها تعقد علينا فلاناً وفلاناً من اخواننا ، فانصدم صدمة عنيفة واتى لي وأخبرني وأصبحت أعلم بكل شيء. وبدأت هذه المرأة إلى جانب زوجها تحاربهم بدينها طلبته ان يقرأ ما تقرأه وان يضع يده بيدها وبالفعل نجحت بدحر كلام أهله عنها وعن زوجها وباخلاصها لدينها استطاعت ان تكسب ثقة الام والاخوات فصَحَون بعد غفلة كانت تنغص حياتهم وتقول ( ب ، ن ) اننا اليوم من أسعد العائلات وقد انجبت ستة أولاد منهم بنتان, ونحن بخير والحمد لله ولكن ما نحن بصدده هو أنه يجب علينا الا ننساق وراء هؤلاء الشياطين، وأن علينا أن ندحر السحرة الكفرة عن حياتنا قدر المستطاع وذلك بنشر الوعي بين افراد مجتمعنا المسلم, عن طريق الصحف والمجلات والتلفزيون وحتى الراديو وبذلك نضمن بُعد هؤلاء الشياطين عن حياة كل فرد في هذا المجتمع الطيب وان نستعيذ بالله منهم, ونجعل القرآن هو النور الذي يضيء لنا الدرب القويم. النصابة,, والنصيب!! تحكي امرأة وتقول لي إحدى الصديقات في كل عطلة تعودت ان تسافر مع أهلها إلى دولة شقيقة وهناك ترى العديد من ضاربات الرمل وقارئات الكف والفنجان, ,, وأنا واحدة من اللواتي استهوتهن تلك الخرافات, في ذلك الحين كان عمري 18 ربيعا وعندما ضربت احدى المشعوذات الرمل قالت لي يلعن ابوعيونهم العمياء عنك,

 

لكن ما ألومهم في من عاميهم عنك, قلت لها شلون, قالت محسودة يا بنتي ولكن هؤلاء الحاسدين مقدور عليهم, قلت كيف, قالت خذي هذا الخيط احرقي طرفه وضعي رماده على كفك وانفخيه ساعة الغروب وقولي هبه وهبي ادخل عيونهم واحرقها ثلاث مرات ومن بعدها مدي كفيك وقولي تعال يا صاحب النصيب, وعندها سيسمعك صاحب النصيب اللي تتمنينه ويأتي قبل ان تنتهي حرق هذا الخيط . تقول: في البداية استهوتني هذه التعويذة حتى ملكت لبي ونفذت كلامها بحذافيره وانتهى الخيط ومر على انتهائه تسعة اعوام حتى جاء صاحب النصيب الذي قدره الله لي وليس العرافة, وما تندمت عليه منذ أول شهر بعد نفاذ الخيط هو ذلك المبلغ التي ضحكت عليّ به, وانا احذر الاخوة والاخوات من الوقوع في براثن ومخالب هؤلاء وعلى الإعلام ان يجند جهده من خلال نشرات توعوية صغيرة تحذر المسافرين من الوقوع في الحرام عن طريق السحرة والمشعوذين والعرافات الذين يدّعون علم الغيب ويشركون بالله الواحد الأحد. أعشاب قاتلة : تقول ن ع لي أخت ماتت متأثرة بالسحر الذي اسقته لها إكراها زوجة ابي من دولة خليجية لقد كانت هي الكبرى وكانت لا تطيق زوجة ابي وكانت زوجة ابي تغار منها, وكانت تجمعنا يوميا وتزعم أنها تقهوينا فتشربنا حليب بالزنجبيل نحن الصغار وتشرب اختي اعشابا وتقول لها هذا مفيد لبشرتك لأنك شابة وكانت تجبرها على شربه, وفجأة بدأ الهزال يعم جسمها, حتى قالوا إن ما بها هو مرض السل,

 

 

 

وهكذا ماتت اختي, ولكن عندما كبرنا اخبرتني اختي من أبي ابنة تلك المرأة أن أمها كانت قاسية ودائما ترغم بناتها الاثنتين على كره اخواتهن من والدهن, وذكرت عن أمها وهي تقول الله يرحمها ويسامحها انها كانت تكره اختي الكبيرة وعندما تذهب لزيارة اجدادنا كانت تتردد على رجل عجوز يعمل لها سحرا يقضي عليها لم نكن في ذلك الوقت ندرك ما تفعله الوالدة الله يسامحها أنها تشتري أعشابا قاتلة ولكن علمنا بعدما كبرنا سوالف لم تكن في الحسبان, ثم اجهشت هذه المرأة التي تسرد قصة أختها بالبكاء, وقالت انني إمرأة أب وهؤلاء اللواتي حولي بناتي وبنات زوجي ويعلم الله اني احنو عليهن اكثر من والدتهن التي تركتهن صغارا وتزوجت, وأحمدُ الله على هذه الأسرة السعيدة, واتمنى للجميع ان يكون القرآن سراج طريق هذا المجتمع المسلم, وعلى الجميع ان يكونوا يدا واحدة في ردع كل ساحر ومشعوذ وعراف وكاهن ولنربي الجيل الجديد على محاربة هؤلاء اينما وجدوهم. دجل وقبر ومغص!! : ف, ع تقول: عانيت الامرين لعدم انجابي, فكل مرة كنت احمل فيها يفشل حملي, تعالجت في كبرى المستشفيات , ولكن الله لم يمن علي بالحمل, حتى اوصلتني احدى الاخوات لعرافة في دولة مجاورة وقالت لي اذهبي لتعرفي عوائق الحمل, ورغم اني اعلم جيدا عوائق حملي، الا انني انسقت لرأي صديقتي وذهبنا لتلك العرافة ودخلت على إمرأة موشومة الذراعين وقالت لي وهي تدخن السيجارة اقتربي مني وصرخت بي, فخفت واقتربت منها, واذا بها تضع يدها علي وتقول مابك هو (عين حسوده) وانت محسودة, فسنأخذك تتخطين ثلاث مرات قبور احد الأسياد, وبالفعل اخذوني للمقبرة، وتركوني وانا ارتعد من الخوف اتخطى احد القبور ثلاث مرات وافقس بيضة على القبر، وهم من بعيد يشيرون لي وبعدها, رجعنا واعطتني شراب دواء, وطلبت مني مبلغ 500 ريال وبعدها رجعت الى بلدى ومن ذاك الوقت انقلب حالي فوق تحت, ولم انجب على حد زعمها بعد الدواء, بل بدأ مغص شديد يلازمني لسوء حالتي النفسية بعد اكتشافي لحرمة القبور وما فعلته في المقابر ولقد ندمت على ذهابي لهذه الدجالة, ولن تتكرر مرة اخرى رقى باطلة:

 

أما الآن فسنلقى الضوء على بعض ما يقال في الرقية المحرمة والباطلة والتي يتلفظ بها المشعوذون ويحفظها الناس جهلا منهم بانها رقية صحيحة تخرج العين وتحفظ من السحر, هي قليلة جدا انتشارها في مجتمعنا المسلم ولكن كثيرا من يؤمن بها ويرددها في مجتمعات أخرى فمثلا يعتقد أن من ارتقى بهذه الكلمات يسلم من الدواب والسرقة وزواحف الأرض، وهي: (حوطت بيتنا بالخط والقلم، والعرش ما حمل، والسبع كلمات التي قالها محمد علي الجبل، لا يدب دبيب ولا يجينا وحش غريب حتى تطلع الشمس صلوا على محمد الحبيب) ويحفظها حتى الأطفال قبل النوم والعياذُ بالله. وايضا: حتى يخرجوا العين الحسودة, يصبون قليلا من الرصاص على صينية صغيرة موضوعة فوق دافور وعندما يغلي طبعاً الغليان يعطي الرصاص أشكالا بفعل غليانه على النار فيوهم المشعوذ الشخص المبتلى ان من حسده شكله هكذا وهكذا ومن ثم يضع يده على رأسه ويتمتم بالكلمات التالية: ياعين ياعين لا باس لا باس, لا وجع بالجثة ولا وجع بالراس, اسقفك ياعين مسقف الرصاص وارميكِ ياعين بحر غطاس, ويناديها سيدنا سليمان ويقول لها عليك الله وأمان الله أطلع من الجنب ومن الراس, وللأسف الشديد الملايين ينساق وراء هذه الشعوذات وهذا الدجل! ومنهم من يريد أن يبرهن انه يتعامل مع الجن وان الجن تعمل له المستحيل امام مرأى من أعينهم فمثلاً: يأتي هذا المشعوذ ويأخذ 12 عود كبريت, ويأتي ايضا ب12 قطعة شاش أبيض مستطيلة عرضها أقل من عرض عود الكبريت وطولها لا يتعدى 3 سم.

 

ويلف الشاش كل قطعة على عود كبريت ويصفهم متسلسلين ويضع عليها غطاء قدر ألمنيوم, ويبدأ يضرب الغطاء ضربة أولى ثم ضربتين متتاليتين وهو يردد محمد ياكبريتي يامعاشر الأنس والجن والعفريتي إذا كانت مشكلة فلان ابن فلان ويسمي المبتلى تنحل تفتح وحده او اثنين او ثلاثة وهو يضرب ضربة تلو ضربة, ويكررها حوالي 3 4 5 مرات وهو يطلب من البداية الهدوء وعدم البسملة, فيفتح الغطاء وتكون بالفعل قد فتحت الشاشة واصبح العود خارجها, وعندما يراها المبتلي يصدق بها ويدفع اللي وراه واللي قدامه وهكذا ملايين البشر تذهب ضحية الدجل والشعوذة, لقلة الوازع الديني بينهم, إذن لتكن التوعية جادة ولنضربهم بقبضة من حديد دون ان تأخذنا بهم رحمة او شفقة, ونتجه ببلوانا للواحد الأحد, ما الايمان به سبحانه دواء لكل داء يصيبنا,.

 

محمد عبد الفتاح