شعرة معاوية والفساد – شعر حر سياسي ساخر
الاثنين, 15 يوليو 2013 05:47

altaltلو كنت مثل معاويهْ ..

لحاربت الفساد ..

وأطعمت العباد ..

وتبرعت كـ"خوسيه موخيكا" بسيارتي الصغيرة الباقيهْ ..

واقتنيت أسطولا من v  ثمانيهْ !

آه .. لو كنت مثلك يا معاويهْ ..

حينها فقط سيخضل الثرى ..

تماما –يا شعب- كما ترى ..

سيكون الوطن منحة لنا نحن الثمانيهْ ..

أنا معاويهْ ..

وزوجتي مهلكة المال بالضربة القاضيهْ ..

وابني زين شباب انواكشوط الباديهْ ..

وأبناء عمي من أبناء الناحيهْ ..

ووزرائي السبعهْ ..

وأصدقائي من بني ضبعهْ ..

وجنرالات الجيش التسعهْ ..

وبالسفراء صار الجمع ثمانيهْ ..

ولي نصيب الأسد من بلاد البجع ..

بلاد الوجع ..

فهي مزرعتي في الضاحيهْ ..

آه .. يا معاويهْ ..

لو كنت مثلكَ ..

لو صرت ندكَ ..

لكنت أزهد الزهاد ..

في المحيا .. ويوم الميعاد ..

لقسمت قلب العاصمة على مساكين العباد ..

ومنحت صك "التراحيل" للحاشيهْ ..

لما ملكت – يامعاويه – القصور والماشيهْ ..

آه .. يا معاويهْ ..

أنا مصلح ألبي نداء الوطنْ ..

أنزع الشوك والمحنْ ..

حاشيتي تبيت طاويهْ ..

وإصلاحاتي في كل زاويهْ ..

لا قريب لي يمتلك البنوك ..

ألديك –يامعاوية- في الأمر شكوك؟ ..

أنا لست مثلك يوم خدعوكْ ..

يوم كنت فيهم حين مدحوكْ ..

وصفقت وزغردت ناسيا من أكونْ ..

ووعدت أعداءك بالمنونْ ..

 

لست مثلك يا معاويهْ ..

أنت اغتالتك الفئة الباغيهْ ..

وأعلنوا تطهير الأرض من الطاغيهْ ..

تاب من عصرك المفسدونْ ..

والناهبون الجاحدونْ ..

تابوا وآبوا .. فهم مصلحونْ ..

هم مضحكون .. هم مالحونْ ..

طلقوا ثلاثا بعدك الرذيلهْ ..

تماما كما طلقت أنا القبيلهْ ..

لم يميلوا للفساد بعدك ميلهْ ..

إلا أنهم  -وهذي فضيلهْ - ..

ما جنوه من الفساد لم يردوا كنوزه الجليلهْ ..

ولا تسلني .. تعلم أنهم ما ردوا قليلهْ ..

آه .. يا معاويهْ ..

جعلت حرب الفساد طريقة إيمانيهْ ..

وصرت شيخ الزاويهْ ..

وحرمت ركوب المرتفعات اليابانيهْ ..

والمنبطحات الألمانيهْ ..

طبقت الشرع على الزانيهْ ..

علمت شعبي الزهد في الفانيهْ ..

وما عينت في القصر من أقاربي ..

حاشى .. فجانب الله جانبي ..

والعنصرية ليست من مذاهبي ..

هههههههههههههه .. يا معاويهْ ..

هل صدقــتني في ادعاءاتي الواهيهْ ؟ ..

ألديك كلمة تقولها .. ما هيهْ؟ ..

لن تقول شيئا .. أيها الصموت ..

- والصمت جوهر وياقــــوت –

بعدك راجت بينهم "فعلها الطاغية معاويهْ" ..

فإن قيل من قتل يوسع النبي ..

من ذلك الشقي ..

قالوا: معاويهْ ..

وإن قيل من لم يبن بين الضفة والرابيهْ؟ ..

قالوا: معاويهْ ..

من جاعت بعهده الشعوب الإسلاميهْ ..

من سيصلى نارا –أعاذه الله منها- حاميهْ ..

يجيبون: معاويهْ ..

ولم أدر إذ دوى الرصاص بليلة ظلاميهْ ..

ما منعهم حينها أن يقولوا: معاويهْ !

ليس في التاريخ شيء اسمه معاويهْ ..

أما رأيت نشرة الأخبار المسائيهْ ..

منذ الاستقلال أرضنا على طهرها باقيهْ ..

من مختارها لعزيزها متهاديهْ ..

طارت من ستين ونزلت فيما بعد الألفية الثانيهْ ..

واختزلت بحكمة زمن الطاغيهْ ..

واثاقلت من كثرة الأغصان الحانيهْ ..

وما همها يوم يقول الكاذب: "يا ليتني لم أوت كتابيهْ"

آه –يا معاويهْ-

ليت لك حرب فسادك مثلما لي حرب فساديهْ ..

لتنشئ مثلي دولة من باديهْ ..

لتحارب أفكار الطواغيت الساديهْ ..

مرة واحدة وثانيهْ ..

وثالثة ورابعة وخامسة وساديهْ ..

حرب الفساد ظاهرة باديه ..

نجاد في إيران كانت رجلاه حافيهْ ..

زهد في سيارات آسيا النائيهْ ..

تبرع للبؤساء "بموكيتات" القصر الغاليهْ .

. ووضع من أجلهم في المزاد سيارته الباليهْ ..

وراتبه مائتان وخمسون دولارا للعيش ليست كافيهْ ..

معطفه كان ينم عن حالة الأم وأطفالها في الليلة الشاتيهْ ..

إذ حل بهم عمر يفعل فعل الجماعة الناجيهْ ..

وهوغو أتشافيز أتذكره –يا معاويهْ؟ ...

قسم المعدات والأراضي الزراعيهْ ..

حمل على البورجوازية اللعينة المتعاليهْ ..

وأسكن فسيح جنات القصر أسر لبروليتاريهْ ..

قاسمهم الطعام والماء والشرب في الآنيهْ ..

وكان بسيطا .. يعيش حياة عاديهْ ..

أما أنا يا معاويهْ ..

فمطيع أرجو أن أكون ممن يقول: " هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ" ..

لم أعين في مفاصل الدولة صحابيهْ ..

لم أحارب الوهابيهْ ..

وتالله يا صديقي معاويهْ ..

لا أملك إلا قليلا ملايير في حسابيهْ ..

وإسطبلا صغيرا على رؤساء الدول الناميهْ ..

فيه خيولي .. سيارات الـ v  ثمانيهْ ..

ولي يا معاويهْ ..

فلل كل واحدة منها بشكل كاتدرائية رومانيهْ ..

صغيرة فللي على رئيس دولة ناميهْ ..

بالكاد تشبه القصور في المسلسلات الهنداويهْ ..

أو في مسلسل "لميس" يا معاويهْ ..

أنا فقير .. معتر .. بطني ضاويهْ ..

شاك وزوجتي شاكيهْ ..

باك من شظف العيش وهي باكيهْ ..

ولا يبقيني في خدمة الشعب إلا الهمة العاليهْ ..

خسرت فيه "إنشات" من وزني ..

ودفعت من جيبي كي يبني ..

وأغتني عن الشيء لا به .. والله المغني ..

عيشي الكفاف وبه قناعتي ..

أنا لا أفرط في عبادتي لربي وطاعتي ..

أما أنت يا معاويهْ ..

فقد كنت نذلا اسمح لي أقولها عاليهْ ..

لم تحارب الفساد فساد ..

وذهبت وحدك فيما ظل بعدك وزاد ..

كنت من الصفقات تأخذ ملح اليد ..

وتعرض للخطر حياة البلد ..

بل تأخذ من الصفقة المعتلة اليسيرهْ ..

بطنها الكبيرهْ ..

تأخذ تسعا وتسعين وتبقي الواحدة أسيرهْ ..

وتترك لصغار سماسرتك "أدمة" يسيرهْ ..

لا تقيل فيها وزيرا أو وزيرهْ ..

إيه إيـــــــــــــــــــــــــــــــــه يا معاويهْ ..

يوم تسقط ورقة التوت ..

والدنيا كلها إلى الفوت ..

سنترك في الوصايا لم نكن كان معاويهْ ..

كان في القصر بروحه الثانيهْ ..

بنا نحن .. بالزبانيهْ ..

أليس لكل رئيس زبانيهْ ؟

وكانت زبانيتك قوية كالصناعة الألمانيهْ ..

أنت طيب ابق ساكتا من أجل صداقتنا الباقيهْ ..

ألم ترقنا يوما في الدرجات العاليهْ؟

ألم تقلدنا النياشين الزاهيهْ؟

إذن اسمح لنا أيها الطيب صاحب العافيهْ ..

أن نزرع في رؤوس الجموع الغوغائيهْ ..

أنه كلما أخطأنا وظلمنا الشعوب الغافيهْ ..

نقول لها: وشمعة الأسى في عيوننا طافيهْ ..

لم نكن نحن من أساء بل كان معاويهْ !

فإن قيل من سرق أعجاز النخل الخاويهْ ..

قيل معاويهْ ..

وإن قيل من سلح المجموعات الإرهابيهْ ..

قيل معاويهْ ..

من تطاول على الذات الساميهْ ..

إنه طبعا: معاويهْ ..

من يحكم الشعب من معدته الخاويهْ ..

إنه معاويهْ ..

من يبيع التبر في المغرب وإسبانيهْ ..

إنه معاويهْ ..

من نشر المخدرات بين أطفالنا في الابتدائيهْ ..

لا شك فعلها معاويهْ ..

من تلاعب ببند السنوسي في الميزانيهْ ..

إنه معاويهْ ..

من جنس الأجانب في بلاديهْ ..

هذه المرة فعلها قريب معاويهْ ..

إذن ذهب معاويهْ ..

ولم تبق إلا شعرة معاويهْ !

 

شعر: دداه محمد الأمين الهادي