في ظل التجاذبات القائمة .. الشارع الموريتاني والأزمة السياسية
الخميس, 13 يونيو 2013 14:13

altيتميز المشهد السياسي الموريتاني منذ بعض الوقت بحالة من التجاذب بين الأغلبية الداعمة للسلطة والمعارضة، وهو ما أدى لأزمة سياسية يرى المراقبون أن المواقف فيها أصبحت تميل أكثر فأكثر نحو التشدد.

ويزداد المشهد السياسي في موريتانيا تعقيدا يوما بعد يوم وتشتبك خيوطه اشتباكا يصعب معه على المراقب رؤية ضوء في آخر نفق الواقع المتأزم.

منسقية المعارضة الديمقراطية ترى أن الرئيس ولد عبد العزيز قد فشل في تسيير الشأن العام الموريتاني وبالتالي عليها مواصلة أنشطتهاالإحتجاجية الرامية إلى فرض رحيله عن السلطة.

أما ولد عبد العزيز فيري أنه منتخب ديمقراطيا ويحظي بدعم نخبة من الجنرالات والسياسيين المحنكين ولن يشرك المعارضة في حكومته ,مأكد خلال لقائه بنواب أغلبيته يوم الاحد 12 مايو انه يرفض مشاركة المعارضة في حكومة ائتلافية تشرف على الانتخابات المقبلة، وان الانتخابات ستجري في وقتها المحدد (سبتمبر اكتوبر 2013) وفق الجدول الزمني الذي أعدته اللجنة المستقلة للإنتخابات بإعتبارها المسؤولة عن العملية الإنتخابية بدءابإعداد قوائم الناخبين وحتي إعلان النتائج.

وقد دفعت هذه الأزمة السياسية برئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير إلى طرح مبادرة سياسية هدفها التقريب بين فرقاء المشهد السياسي سبيلا إلى إخراج البلد من الأزمة السياسية التي يوجد فيها.

المبادرة حملت عنوان موريتانيا أولا، وتدعو إلى إيجاد حالة من التوافق بين أطراف المشهد السياسي على قاعدة إعلاء المصلحة الوطنية، وأخذ العبرة مما يجرى في الجارة الشرقية مالي. مسعود أكد أنه يحظى بدعم شرائح واسعة من المجتمع الموريتاني من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، ودعا الجميع إلى العمل على تجنيب موريتانيا الإنزلاق  نحو الفوضى.

هذه الأزمة المستحكمة ألقت بظلال كثيفة من الشك على الإستحقاقات الانتخابية القادمة والتي حددت لها اللجنة المستقلة للإنتخابات موعدا ما بين منتصف شهر سبتمبر وأكتوبر المقبلين.

سنحاول في هذه الورقة استطلاع رأي الشارع الذي تباينت وجهات نظره حول هذه الأزمة  فمنهم من يرى رحيل النظام  هو الحل السحري للأزمة الحالية، ومنهم من يرى أن ولد عبد العزيز أنقذ البلاد من هاوية كانت وشيكة الوقوع فيها وبقاءه صمام الأمان لتقدمها وازدهارها ..ومنهم من يؤطر لحل آخر وإن اختلفت الآراء بشأنه وكيفيته وآلياته.

سيد عبد الله بائع متجول في سوق العاصمة

أرى أن النظام  الحالي جاء في الوقت المناسب، ولد عبد العزيز هو الرجل المناسب في المكان المناسب؛ لأنه بطل ويفعل ما يريد دون خوف ولاوجل وبالتالي فانا أحبذ استمراره في الحكم.

 

زينب: طالب جامعية

المهم عندي أن تسود العافية وأرى أن الحال لم يتغير مع ولد عبد العزيز، ولن يتغير مع المعارضة وبالتالي فلا أرى جديدا في موريتانيا غير تغيير الأوجه.

وارى أن الحل يكمن في عودة الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، لأننا عشنا في ظله رخاءا وعافية نشتاق إليهما الآن.

الداه احمد سالم طالب

نطلب من العسكر إخراجنا من هذا المأزق الذي أدخلونا فيه، فقد أرجعونا أشواطا عديدة إلى الوراء. والحل يكمن في رحيلهم وتنظيم  انتخابات رئاسية شفافة تحت اشراف حكومة توافقية ولسنا راضين لا عن العسكر ولا عن المعارضة بشقيها.

محمد محمود ول محمدو معلم محو الأمية

هذ النظام ادخل  البلاد مأزقا شديدا؛ حيث تراجعت الحريات والديمقراطية وخير دليل على ذلك ما نراه من تفرد بوسائل الإعلام العمومية وحرمان المعارضين  من الكلام فيها.

 

حمادي

لقد حقق  هذ النظام إيجابيات عديدة وهو مازال في الطريق.

وفي ظل هذه الأزمة القائمة نود أن نرى أبناء مخلصين لهذا الوطن ينقذونه من هذه الورطة ويجنبونه هذا الطريق الوعر عن طريق حوار ومفاوضات جادة.

حبيب ولد اسلم

الحكومة القائمة تنتهك حقوق الشعب وتتلاعب بمصالحه أرى أن هذا النظام لم يحقق أي شيء سوى إهانة الشعب. وبالتالي فالنخبة السياسية تعتبر ضعيفة وهزيلة لم تستطع أن تحمي البلاد ولا أن تخلصها من العسكر فعلينا أن نبحث عن أحزاب جديدة وقادة جدد وعندما ننجح في ذلك النوع فإننا سنخلص البلاد ونستطيع حمايتها في المستقبل. سيدي محمد منذ العام 2008  ونحن في أزمة خانقة وبناء على ذلك فأنا أطالب بمحاكمة الجنرالات  وتنظيم  انتخابات شفافة برقابة دولية لا يشارك فيها العسكر.

 

المواطن "السفير":

المعروف بمشاركاته في البرامج الإذاعية يقول الخلاف بين منسقية المعارضة  لكي أكون دقيقا في تشخيص الوضعية ولا اظلم المعاهدة والجنرال.

فالمنسقية طرف هام في اللعبة السياسية والشأن العام والجنرال يريد أن يتجاهلها وهي موجودة علي ارض الواقع ولن تصل البلاد الي بر الأمان إلا إذا أشرك جميع أبنائ الوطن في تحديد مصيره واعتقد ان المعارضة لن تبقي متفرجة مكتوفتي الأيدي أمام عسكري يعيث في الأرض فسادا  مع ثلة من أقاربه.

 

ويضيف أؤيد رحيل الجنرال لأنه بجميع المقاييس ليس بإمكانه ان يقدم لنا الدولة المدنية التي نطمح لها وشاهدنا في ظل حكمه أشكال الجريمة والتسيب وغياب الدولة وانحلال الخلق من انتحار وعقوق واغتصاب وغياب للعدالة الإجتماعية والظلم والحيف والنهب الممنهج وتدني القوة الشرائية للمواطن والإرتفاع الجنوني للأسعار وتهديد اللحمة الاجتماعية للبلد والدعوات العنصرية والقبلية والجهوية كل هذه الأوتار يتلاعب بها الجنرال ناهيك عن مستوي التدني في الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وماء وكهرباء وغياب دولة المؤسسات بشكل عام ضف إلى ذالك الفضائح الأخلاقية بدءا من الرصاصات الصديقة الي صناديق كمب باه والفضيحة المالية في الجيش .

مادام حصل هذا كله في عهدولد عبد العزيزألايستدعي مناان نطالب برحيله بل وحتي محاكمته ؟.

وتبقى الأزمة الموريتانية مفتوحة على كل الإحتمالات، مع استمرار وضعية استثنائية تكرس انقساما سياسيا غير مسبوق , مالم تجعل الطبقة السياسية حكاما ومعارضة مصلحة موريتانيا الدولة والإقليم فوق الحسابات السياسية الضيقة والمكاسب الفئوية .

 

عن اسبوعية "الصريح"  التي تصدر عن مؤسسة الغد الإعلامية