رسالة مفتوحة الي الرأي العام من السجين السلفي
الأحد, 31 مارس 2013 22:45

altaltان الحمد لله نحمده و نستهديه و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد .....

يقول الحق تبارك و تعلي في محكم كتابه ؛ (و تلك القري أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا) و قال تعلي؛وكذلك أخذ ربك اذا أخذ القري و هي ظالمة ان أخذه اليم شديد .. و قال تعلي ؛ فأخذناه و جنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين .و قال تعلي ؛

 و الظالمون مالهم من ولي و لا نصير ... و قال تعلي ؛ و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون .. و قال تعلي ؛ فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا و منهم من أخذته الصيحة و منهم من خسفنا به الارض و منهم من أغرقنا و ما كان الله ليظلمهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون ..

و قال تعلي ؛ و تري الظالمين لما رأووا العذاب يقولون هل الي مرد من سبيل و تراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي و قال تعلي ؛ و أنذرهم يوم الازفة إذ القلوب لدي الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم و لا شفيع يطاع ...

و قال تعلي ؛ يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار ... و قال تعلي ؛ و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار و مالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ..و قال تعلي ؛ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ...

و قال تعلي ؛ و لو تري إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون .... وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد "  وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة قال فتية منهم بلى يا رسول الله بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيـف أمري وأمرك عنده غدا قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم "  .

 

وعن أبي هرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور " و عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع بصره إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء أمر فقال ؛ ألا إنه ستكون بعدي أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على ظلمهم فليس منى ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه . رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له عن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه قال كنا قعودا على باب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا فقال  ؛ اسمعوا قلنا قد سمعنا قال اسمعوا قلنا قد سمعنا قال إنه سيكون بعدي أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإنه من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يرد على الحوض .. و رواه أحمد بلفظ ؛ يكون أمراء تغشاهم غواش أو حواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه  .. و روي أن سليمان ابن عبد الملك دخل عليه رجل فقال يا أمير المومنين احذر يوم الاذان فقال و يحك و ما يوم الاذان ؛؟ قال يوم قال الله فيه ؛ ثم أذن مؤذن بينهم أن لعنة الله علي الظالمين ...  فبكي سليمان ثم رد عليه مظلمته..  و قال سعيد ابن المسيب رضي الله ؛ لا تنظروا إلي الظلمة و أعوانهم إلا و أنتم منكرون بقلوبكم كي لا يحبط عملكم .

 

و في كتاب الفتاوي لابن تيمية ؛ الدولة تستقيم علي العدل و الكفر و لا تستقيم علي الجور و الاسلام و من هنا فإن شعوري بخطورة الظلم علي مستقبل الافراد و الجماعات في الدنيا و الاخرة يحتم علي توجيه هذا النداء لتدارك هذه المسألة قبل حلول عقاب من الله العزيز الجبار القيوم المحيط بكل اعلان و كل اسرار .. ولا شك ان هذا الملف أي ملف السلفية بموريتانيا و ما يحيط به من ظروف و ما ترتب عليه من تداعيات يشكل أكثر مظاهر الظلم و الجور و تجاوز كل الاعتبارات الانسانية و الاجتماعية التي كرستها سياسة  رئيس الجمهورية محمد و لد عبد العزيز حيث لا يوجد أي عذر في عدم الاهتمام به نظرا لما هو معلوم عند الجميع ان هذا الملف يخضع لتوجيه مباشر ... منه 

و يعلم كل المشرفين علي ادارته من القيادات الامنية و القضاة هذه الحقيقة و هي أنه لا يمكنهم اتخاذ اي اجراء مهما كان بسيطا الا بعلمه و توصياته و عليه فإن من اللافت أن تكون الحلول التي اتخذت و اعلن عنها من قبل السادة العلماء و ترتب عليها حوار مشهود تبقي تراوح مكانها حيث لم يستفد منها الا دفعة واحدة و حيث تبين أن كثيرا من الحالات التي كانت تستحق الاولوية و منها حالتي لم يتخذ بصددها اي اجراء بل إن تصعيد الاحكام القضائية المثيرة للجدل و التي تمت خارج الانظمة الاساسية مما يشكل سابقة في تاريخ القضاء و التي   تثير من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه المعالجات و حيث كانت السياسة المعلنة تقضي بالافراج عن الذين يعلنون تبرأهم من العمل المسلح أحري ان تشدد ضدهم الاحكام و تمنع عنهم الحقوق القانونية التي تقضي بمنح الحرية المشروطة و الحق في الحصول علي عفو او الخروج بكفالة و غير ذلك .. و من الملاحظ ان هناك تعمدا لابقاء الاشخاص الاقل حظوة و لو كانوا تائبين من العمل المسلح و حتي علي الذين لم يقوموا بأي عمل مسلح من الاصل في الوقت الذي يتم فيه الافراج عن آخرين قاموا بعمل مسلح و طالبت بهم جهات لا زالت تمارس العمل المسلح .. و أيضا تم تجاهل الحالات الانسانية مثل ما حدث معي حيث توفيت والدتي رحمها الله تبارك و تعلي و أنا في السجن و توفي ابني قبلهاو مع ذلك لم يكن هناك اعتبار لهذه الحالة و لا لحالات أخري مشابهة ، كما أن الوعد الذي قطعه السادة العلماء لمجموعة الحوار لم ينفذ بشكل كامل و لم يكن هناك تبيين أو توضيح للتأخر الذي حصل في الوفاء به ..  و قد اتضح في كثير من المناسبات أن الهدف من ذلك الحوار لم يكن كما هو معلن بل كانت هناك اعتبارات أخري غير معلنة هي التي قام من أجلها، و الا فما هو التفسير لما حصل من تأخر في التنفيذ و عدم التوضيح ، كما أن الذي يراقب الاجراءات المتبعة لا يمكنه تأكيد القصد منها ، هل فعلا محاربة الارهاب أم هو ارساء اسباب الارهاب و الابقاء عليه كعامل مساعد لتصريف بعض الشئون الخاصة ، بصرف النظر عما آلت إليه النتائج ...

 

و من هذا المنطلق فإنني أدعو الجميع الي تحمل مسؤولياتهم و ذلك بتشكيل هيئة تحقيق مستقلة تشارك فيها جميع الاطراف من العلماء و هيئات المجتمع المدني و الاحزاب السياسية  لبحث هذه الوضعية الغامضة التي تدار بها قضية الارهاب و تداعياتها و كشف كل المؤثرات التي تجعل الامور تسير في اتجاه يوحي بأن هناك فرق بين ما هو معلن من محاربة الارهاب و القضاء عليه و بين الواقع الذي تحاك فيه هذه الاجراءات المفضية الي و قوع الظلم علي كثير من الشباب الذي لا ذنب له سوي أنه أريد له أن يكون ارهابيا و لن يكون تبرؤه مجد له علي كل حال ما دامت هناك حاجة لادانته ... و لم يكن حتي علي هذا المستوي أي نظر في تقييم كل حالة و لا يوجد كذلك تقييم اجتماعي و اقتصادي   لهذه الحالات ليتسني البحث عن الاسباب التي كانت سببا في نشوء هذه الظاهرة و ترتيب العلاج المناسب علي ذلك الاساس .

 

و أضيف بهذا الصدد بأني علي استعداد لتقديم توضيحات أكثر حول هذه الملابسات من خلال و سائل الاعلام في المستقبل بحول الله ،  و أخيرا فإني ارجو من الله العلي القدير أن يوفق اهل الخير و الاصلاح الي ابداء الاهتمام الكافي بهذا الموضوع و معالجته علاجا عادلا يشعر فيه الكل بالمساوات بعيدا عن الحيف و الظلم الذي نهي عنه ربنا جل جلاله و تعالت عظمته .... وصلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم ...

 

سيد و لد الداه و لد مولاي اعل ..

 

السجن المدني بانوكشوط .. بتاريخ 31