شكرا قطر
الأربعاء, 27 مارس 2013 16:21

altaltمرة أخرى تؤكد السياسة القطرية نجاحها ويؤكد قادة قطر بعد نظرهم وتؤتى جهودهم الرامية إلى النهوض بالأمة العربية ومساعدة الشعوب العربية على نيل حريتها وتحريرها من سطوة الدكتاتورية أكلها .

اليوم استطاعت الدبلوماسية القطرية تحقيق نجاح جديد بعد نجاح قمة الدوحة في اتخاذ قرارات قوية من أهمها خضوع القادة العرب - لأول مرة في تاريخهم- لرغبة الشعوب العربية ومن ذلك إسقاطهم للشرعية عن نظام بشار الأسد وإعطائها لمستحقيها من قادة الثورة الممثلين الحقيقيين للشعب السوري وذلك بعد أن تأكد القادة بأن الشعب السوري أخذ قراره بإزاحة هذا النظام الجاثم على صدره أكثر من أربعين عاما وتأكد القادة العرب أيضا أن نظام الأسد لا يريد حلا سياسيا وإنما المماطلة فقط هي ديدنه وهي أمور ظلت قطر تؤكدها من بداية الثورة السورية ولو كان القادة العرب عملوا بذلك لكنا وفرنا كثيرا من الدم والدمار في سوريا ولأسقط النظام قبل فترة .

 

واليوم تؤكد قطر من جديد أنها الداعم الأساسي لأم القضايا العربية "فلسطين" وتجسد ذلك في خطاب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي خصص نصف خطابها لقضية فلسطين ولما تتعرض له القدس من تهويد ولم يقتصر على الكلام بل طالب بتخصيص صندوق بمليار دولار لدعم القدس متعهدا بأن تدفع قطر لوحدها ربع المبلغ أي ربع مليار دولار ( 250 مليون دولار) لتبقى بذلك قطر أكبر داعم سياسي ومالي وإعلامي للقضية الفلسطينية خصوصا في السنوات العشر الأخيرة .

 

بعد نجاح الثورتين المصرية والليبية والتي لعبت قطر فيهما الدور البارز هاهي الثورة السورية تحقق أول نجاح بدعم قطري انطلاقا من قناعة قطرية بأن عهد الديكتاتوريات قد ولى وأن "الإخوان عند الشدائد " فالواجب الأخوي والإنساني يتطلب منها ذلك خصوصا مع شعب تقابل مظاهراته السلمية من أجل الحرية بأشد الأسلحة فتكا من نظام "لم يدرك بعد أن زمن الدكتاتورية ومواجهة الشعوب بالدم والحديد والنار قد ولى إلى غير رجعة" كما قال السياسي المخضرم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ,وتؤكد هذه النجاحات أن الرهان القطري رهان ناجح لأنه – ببساطة - رهان من أجل الحق.

 

مرة أخرى – إذا- تؤكد لنا قطر أن "العبرة بالكيف لا بالكم " كما قلت قبل سنتين في مقال : " المدرسة القطرية .. العبرة بالكيف لا بالكم " وذلك واضح في دورها العالمي اليوم رغم صغر حجمها الجغرافي وقلة عدد سكانها .

 

عن كل تلك الجهود وكل تلك التضحيات من أجل الربيع العربي, من أجل حرية وكرامة الشعوب العربية ومن أجل حريتها وتقدمها وازدهار في دول الربيع العربي وفي فلسطين والصومال وجزر القمر والسودان من المشرق إلى المغرب العربي وحتى مبنى الجامعة العربية الجديد نفسه قطر هي من تبرع ببنائه, عن كل تلك الجهود – اذا – استحقت علينا قطر كلمة " شكرا " على الأقل.

 

محمد عالي الهاشمي

 

[email protected]