المشاورات تعري رافضي الحوار..
الجمعة, 11 سبتمبر 2015 21:40

محمد المصطفى ولد محمد قاظي /عمدة جونابةمحمد المصطفى ولد محمد قاظي /عمدة جونابةتابعت باهتمام شديد علي طول فترة ليست بالقصيرة الدعوات المتكررة والمطالبة بحوار وطني شامل وموسع يجنب البلاد أزمة متعددة الأبعاد توشك أن تقع فيها.. ورغم أني كمواطن عادي، لا استشعر وجود أزمة تبرر المطالبات المتكررة وبإلحاح للحوار آنذاك.

كنت أتفهم الإلحاح في طلب المعارضة لحوار وطني، ليس لما تقدمه نخبها من مسوغات بل لكون (الحوار) يساهم في تنمية الديمقراطية في الحد الأدنى، ولا بديل عنه إلا العنف والتطرف.

 

وهو ما جعلني ببراءة أبناء الريف وعفويتهم أتفاعل بايجابية مع الدعوات واستسيغ بعض مسوغاتها دون أن يخامرني شك في عدم جدية المطالبين للحوار من الطيف المعارض آنذاك.

 

خاب أملي تباعا في وجود شريك وطني مسؤول، تمثله المعارضة، يملك الإرادة الصادقة لتحسين وتطوير النظام السياسي ويقدم إسهاما مفيدا يعمل علي تدعيم الديمقراطية وترسيخ ثقافتها.

 

وخاب ظني وأنا ألاحظ طوال هذه الفترة عجزا بينا يعتري هذا الشريك المفترض ويعيقه عن الاضطلاع بأدواره الطبيعية الضرورية للارتقاء بهذا البلد.

 

وبدل ذلك الدور الأساسي الذي يناط بها فضلت المعارضة أن تسلك مسلكا آخر غير جديرة به تخلق الأعذار وتفتعل الأزمات وتحاكم النيات...

 

والحقيقة أن العقل السياسي المسير لهذا البلد أدار المشهد ببراعة وتمكن... فعري بأدائه المميز سلوكها الرافض للحوار وأقام الحجة عليها مرة بعد مرة أمام الرأي العام الوطني والدولي.

 

ففي حوار 2013 لم يبق أمامها بعد أن واجهت منطقا رصينا وإرادة صادقة للحوار إلا السعي خلف سراب سموه "الربيع" قادهم إلي التيه...

 

ولم يكن ذلك بالنسبة لنا كمتابعين إلا تملصا فجا من الحوار، وتحللا من التزام سياسي لا يبرره منطق ولا يقبله عقل.!

 

فشل خيار الرحيل كما كان متوقعا وتلاشت معه أحلام دغدغت عواطف قيادات معارضة لفترة وقادتهم إلي الخطإ،

ثم عادت العقول للفطرة واعترفت المعارضة بان خيار الرحيل كان خطأ، فأعلنت عن استعدادها للحوار من جديد

وتوهمنا لبرهة أن الدرس الذي قدمه الشعب الموريتاني برفضه للرحيل تم استيعابه.؟ ولا أحد عنده العصمة من الزلل.. التماسا لأحسن المخارج.!

 

فإذا بها تشترط من جديد أن تصدر دعوة صريحة من رئيس الجمهورية...

 

بادر الرئيس كعادته وعلي فطرته السليمة بالإعلان عن حوار يشارك فيه الكل ولا حظر فيه لرأي أو مشورة، فعادت المعارضة إلى الانكفاء من جديد وبدا مسلسل الأعذار والحجج... وهكذا دواليك، تشترط المعارضة! فيستجيب النظام! فتهرب إلي الأمام!.

 

ولم يعد بالنسبة لنا القبول بهذا السلوك الصبياني ومجاراته إلا مضعية للجهد والوقت.

 

إن منحها وقتا إضافيا يعني منحها فرصة التشويش علي المسيرة التنموية في البلاد وتعطيل المصالح العامة للعباد..

 

إننا أمام تشاور شامل لا حِجر فيه علي أفكار، وموسع لا إلغاء فيه لطرف فرصة لكل الخيرين الذين يبتغون الخير لهذا البلد ..

 

فرصة يجب أن لا يطول أمدها أكثر من اللازم..

 

خصوصا إذا ما كنا أمام معارضة تحرص علي المغانم في السياسة أكثر من حرصها علي الصالح العام.. وما مشاركتها التي أكسبتها مؤسسة المعارضة أمس وتمنعها اليوم إلا دليلا علي ذلك فلنواصل مسيرة البناء..