خيانة من العيار الثقيل :مصر وتونس تصوتان لمندوب إسرائيل في اتحاد كرة اليد
الخميس, 10 سبتمبر 2015 12:07

altalt «هنيئاً لإسرائيل بالفرج العربي»، هكذا اعتاد الكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي القول متهكما من مواقف متهادنة أو غبية مع إسرائيل من قبل جهات عربية. 

يستذكر ذلك بعد إعلان اتحاد كرة اليد في إسرائيل عن انتخاب مدير اتحاده العام دورون سمحي نائبا لرئيس مباريات حوض البحر المتوسط لكرة اليد، في مؤتمر احتضنته روما.

ورغم نفي جهات مصرية وتونسية يؤكد اتحاد كرة اليد الإسرائيلية تصويت مندوبي تونس ومصر لجانب مندوبه دورون سمحي نائبا لرئيس اتحاد كرة اليد في حوض البحر المتوسط.

وجاء ذلك بعد ترشيح رئيس اتحاد كرة اليد في منطقة حوض البحر المتوسط الإيطالي فرنشيسكو فروموتو للمندوب الإسرائيلي ليكون نائبا له تم انتخابه بأغلبية 22 صوتا بعد تصويت دول مشاركة بالاتحاد لمصلحته من بينها مصر وتونس كما يؤكد الاتحاد الإسرائيلي في موقعه على الشبكة، حيث تنشر صور للمسؤولين الرياضيين من إسرائيل ومصر وتونس جنبا إلى جنب.

يشار أنه بموازاة هذا الاتحاد ينشط اتحاد مباريات حوض البحر المتوسط، وهو تنظيم أعلى ويرعى الألعاب الرياضية الأساسية بكل الفروع، وفيها لا تشارك إسرائيل بسبب معارضة الدول العربية.

لكن اتحاد كرة اليد الإسرائيلي يبدي ابتهاجه ببدء «فتح الأبواب» أمامه في المنطقة المذكورة، ويأمل أن يساهم انتخاب سمحي بضمان مشاركة إسرائيل في كافة مباريات كرة اليد التي ستجري قريبا في مونتينيغرو (للنساء) وفي مصر (للرجال) السنة القادمة.

 

وردا على أسئلة صحافية أمس ينقل ألون سيجل الناطق بلسان اتحاد كرة اليد في إسرائيل عن رئيسه دورون سمحي قوله إنه فوجئ من اقتراح رئيس اتحاد كرة اليد في حوض البحر المتوسط بأن يشغل نيابته. ويشير إلى أن سيمحي فرح بانتخابه وهو يعد بالعمل كي تستطيع إسرائيل المشاركة في مباريات هذا الفرع في المنطقة.

ويشير سيجل إلى أن رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي على علاقات تعاون وصداقة طيبة منذ سنوات مع نظراء عرب في المنطقة علاوة على علاقات تعاون أيضا مع اللاعب المصري سابقا د. حسن مصطفى الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة اليد.

ويتابع « تلقى سمحي وعدا من مصر بأن تدعو إسرائيل لدوري مباريات كرة القدم فيها بالسنة القادمة.

وفي أحاديث مع رؤساء الاتحادات العربية أوضح أننا مستعدون للمشاركة خارج البيوت التي تشارك فيها فرق عربية ضمن الدوري «.

كما قال إن سمحي قد أوضح خلال لقاءاته مع مندوب مصر ومندوبي دول عربية أخرى أنه سيكون سعيدا باستضافة إسرائيل منتخبات كرة يد عربية في مباريات ودية في البلاد.

ويرى بكل ذلك سعيد حسنين محرر الملحق الرياضي في صحيفة «كل العرب» الصادرة في الناصرة داخل أراضي 48 «خيانة من العيار الثقيل» ترتكبها مصر وتونس في منحهما رئيس اتحاد كرة اليد الإسرائيلية، دورون سمحي، منصب رئيس اتحاد دول البحر المتوسط لكرة اليد.

ويقول حسنين لـ»القدس العربي» إنه لا يمكن السكوت على هذه «الجريمة» بحق الرياضة بشكل عام وبحق الشعب العربي الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم يومية من قبل الاحتلال.

وتابع «ينبغي مقاطعة مصر وتونس حتى تعودان عن هذه الخطيئة المشينة».

 

كما تبدي فعاليات أهلية داخل أراضي 48 غضبها على مثل هذا السلوك من قبل ممثلي مصر وتونس في اتحاد كرة اليد.

وتقول نجوان بيرقدار من الناصرة داخل أراضي 48 والناشطة في حملة المقاطعة الدولية إن تصويت مصر وتونس للمندوب الإسرائيلي يدل على خطورة منزلق تطبيع طالما تم التحذير منه، موضحة لـ»القدس العربي»أن وجود مندوب إسرائيلي أصلا في محفل شرق أوسطي بين كل هذه الدول العربية ينافي طبيعة العلاقات العربية مع إسرائيل كونها كيانا صهيونيا استعماريا، منبهة أن أي علاقة طبيعية مع إسرائيل يعزز وجودها «الطبيعي» ويجعلها امتدادا جغرافيا تاريخيا في المنطقة، إضافة لمساهمتها في إزالة الحواجز النفسية بين هذه الدول وشعوبها حيال إسرائيل.

 

وتتابع «لذا ينبغي أن تنتظم العلاقة مع هذا الكيان ضمن مساعي إنهاء الاحتلال وانتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني»، محذرة من توسيع واستمرار مثل هذا التعامل مع إسرائيل بشكل طبيعي لأنه يعزز اقتصادها ووجودها ويضعف النضال والمقاومة الفلسطينية، على عكس عزلها عالميا وفضح جرائمها، الأمر الذي تحققه حملة المقاطعة الدولية.

 

 

القدس العربي